غيابٌ كاملٌ - عبيد عباس | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1976-) مختلفٌ في إدراكه للناقص في الشعرية العربية.


599 | 5 | 0 | 1




فى فسحةٍ بين القصيدة والقصيدةِ ،
حيثُ لا مرآةَ تحجبُ وجهَنا فى اللحظةِ الأخرى
هناكَ ،
سألتُ " لا شيئًا " :
لماذا كلُّ شئٍ ناقصٌ يا صاحبي ،
صوتي الذي يرتدُّ قبلَ وصولِه للنهرِ ،
كي يجدَ الغريقُ يدًا ،
لماذا لا يواصلُ رحلةَ المعنى ؟
نغني نصفَ أغنيةٍ
ونصفُ حقيقةٍ يغتالُنا بعتابِه اليوميّ ،
يسحبنا النشاز / الوالدُ العصبي من ألق الغوايةِ
عندما لا يفهم اللحنا
هناكَ يُنيلُنا ذاتَ الملامحِ ،
والمشاعرِ
والعصا
والنصِّ
و " الشرفِ الرفيعِ " ،
وحزنِه ،
و بكائهِ فوق الطلولِ ؛
كأننا ظلٌّ له ،
ظلٌّ
( كظلٍّ فارغٍ لا تلمسُ الأشياءُ مادةَ رفضهِ )
في الشمس ما قلُنا له : دعْنا
ونحن كأننا لسنا ..
تسيرُ بعكسِ رغبتِنا خطانا ،
كلُّ شيءِ ناقصٌ ،
حتى ابتسامي للصباحِ الساذجِ الإحساسِ ،
حلمي ،
غفوتي ،
سفري إليّ ،
و ناقصٌ غضبي لتتركني الخديعةُ ،
ناقصٌ ثمن التذاكر للملاهي ،
ناقصٌ صفو المقاهي ،
والعناقُ المستجيرُ بخدرِهِ الزمنُ اليتيمُ ،
وقبلةٌ فُهِم الوجودُ بطولها وامتدَّ ثم امتدّ حتى قاطعتها فى ظلام الشوقِ " كاميرا السلالمِ " والتقاليدُ القديمةُ ،
ناقصٌ هذا السلام لنطمئن إلى الطريقِ ،
و ناقصٌ هذا الطريق لندركَ الوطنَ المقدّسَ
والحقيقةَ
كلُّ شئٍ ناقصٌ يا صاحبي
إلا الغيابُ
يشدنا ،
ويزلنا مِنَّا
إلينا


الآراء (1)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: