كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى..! - المكي الهمامي | القصيدة.كوم

شاعر تونسيّ، وباحث جامعيّ في مجال الشّعريّة الحديثة (1977-)


502 | 0 | 0 | 0




هَذِهِ الْبَرْبَرِيَّةُ
فَادِحَةُ الشَّهَوَاتِ. لَهَا
جَسَدٌ مِنْ بُرُونْزٍ. وَأَنْفٌ صَغِيرٌ
أُشَاكِسُهُ، إِذْ أَهُمُّ بِهَا. وَلَهَا
فِي الْمَسَاءَاتِ، عَيْنَانِ لَوْزِيَّتَانِ
تُضِيئَانِ مِلْحَ الْخُرَافَةِ. كُنْتُ
أُمَجِّدُ شَهْقَتَهَا. كُنْتُ أُعْطِي،
لأَجْلِ الْجُلُوسِ إِلَيْهَا، دَمِي.
وَأُصَدِّقُ أَنِّي الْحَبِيبُ الْوَحِيدُ..

تَتَبَدَّى
مَفَاتِنُهَا الْمُسْتَبِدَّةُ،
مَغْزُولَةً مِنْ دَمٍ عَبْقَرِيِّ الشَّرايِينِ،
مِنْ قَلَقِ الأَنْبِيَاءِ الْمُحِبِّينَ،
مِنْ عِطْرِ نَرْجِسَةٍ
تَتَأَمَّلُ صُورَتَهَا فِي الْمَرَايَا،
وَمِنْ.....................
......................
...............!

تَتَبَدَّى،
كَمَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عَلَيْهِ الْإِلَهَاتُ
فِي الْمِيثُولُوجيَا. تُقَشِّرُ لِي الْبُرْتُقَالَةَ،
فِي الْمَطْعَمِ الْجَامِعِيِّ. تَمُدُّ
زَنَابِقَهَا فِي ذُهُولٍ. وَتُطْعِمُنِي
مَلَكُــــوتًا جَرِيحًا..
وَتَسْأَلُنِي، كَالصِّغَارِ تَمَامًا،
عَنِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْقَصِيدَةِ
وَالشُّكُلاَطَةِ. (لاَ شَيْءَ)،
كُنْتُ أُجِيبُ. وَأَضْحَكُ،
مُمْتَلِئًا بِالْعَذَابِ..

تَتَبَدَّى،
كَقِطِّ الْغوَايَةِ. تَمْضِي جَنُوبَ
مَبَاهِجِهَا. رُبَّمَا، لَيْسَ فِي وُسْعِهَا
غَيْرَ أَنْ تَشْتَهِي. شَبَقٌ خَارِقٌ
لِلتَّوَقُّعِ صَرْخَتُهَا. وَيَدَاهَا
هَدِيلُ الْحَمَامَةِ فِي أُفْقِهَا،
وَهْيَ تَعْلُو
بَعِيدًا...
بَعِيدَا...
وَتَخْمِشُ
رِيشَةُ غِبْطَتِهَا الْمَلَكِيَّةُ
وَجْهَ الْغِيابِ..

تَتَبَدَّى،
كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى. هُوَ الْبَحْرُ
- مَاءُ غَرَائِزِهِ النِّتْشَوِيُّ-
يُفَكِّرُ فِي شَمِّ أَثْوَابِهَا.
وَيُغَيِّرُ أَلْوَانَهُ، وَفْقَ صُورَتِهَا.
وَيُجَمِّعُ مَا خَبَّأَتْهُ يَدُ المَوْجِ
مِنْ صَدَفِ الْجِنْسِ، فِي لَيْلِ سُرَّتِهَا..
هُو الْغَيْمُ أنْفَاسُهَا، تَتَجَمْهَرُ
فِي الأُفْقِ هَائِمَةً، لاَ بِلاَدَ لَهَا..
وَأَزْرَارُ مِعْطَفِهَا الْفَذِّ
مَا حَمَلَتْهُ الْعَصَافِيرُ فِي رِيشِ
هِجْرَتِهَا. وَرَسَائِلُهَا الْخُضْرُ،
فِي الْقَلْبِ، نَائِمَةٌ..
كُلُّ شَيْءٍ، أُسَمِّيهِ فِيهَا.
وَأَحْفَظُهُ، جَيِّدًا، فِي شُرُودِي.
وَأَهْرُبُ مِنِّي، إِلَى جِهَةٍ لاَ تُقَالُ..

تَتَبَدَّى
..........
............
................
وَيَنْحَبِسُ الْحُلْمُ
-ما شَاكَلَ الْحُلْمَ-
فِي قُمْقُمٍ تَائِهٍ
فِي أَقَاصِي الدُّنَى الْوَاسِعَاتِ..!



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




كَبُحَّةٍ فِي النَّايِ..!
( 1.9k | 5 | 2 )
غَرِيبُ الخُطَى..!
( 1.8k | 0 | 0 )
أَنْتَ أَصْدَقُ مَا فِي دَمِي(●)
( 1.3k | 0 | 0 )
القَصِيدَةُ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ..!
( 1.3k | 5 | 0 )
المَلاَعِينُ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
أَصَابِعُهَا..!
( 1.2k | 0 | 0 )
قَلْبُ العُرُوبَةِ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
أَهْرَقْتُهَا..!
( 1.1k | 5 | 0 )
كُنِ الْفَرَاشَاتِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ..
( 1.1k | 0 | 0 )
المَجْدُ للطَّعَنَاتِ..!
( 1k | 0 | 0 )
أُحَدِّقُ فِي مَفَاتِنِهَا..!
( 993 | 0 | 0 )
قَصْرُ العَدَالَةِ..!
( 975 | 0 | 0 )
شَكْوَى الْوَلَدِ الْفَصِيحِ..
( 916 | 0 | 0 )
نَعْنَاعُ ضِحْكَتِهَا..!
( 911 | 0 | 0 )
الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى..!
( 898 | 0 | 0 )
صباح الغواية
( 897 | 0 | 0 )
الذَّهَابُ عَمِيقًا، فِي الْأَشْيَاءِ..
( 866 | 0 | 0 )
جَسَدِي حَاكِمٌ دِكْتَاتُورٌ..!
( 839 | 0 | 0 )
تِيجَانُ الْعِشْقِ..
( 760 | 0 | 0 )
الموْتُ..!
( 716 | 0 | 0 )
كَالماسِ، في مَلَكُوتِ الأُبُوَّةِ (*)
( 698 | 0 | 0 )
كَأَنَّكَ زَرْقَاءُ قَرْطَاجَ..!
( 688 | 0 | 0 )
بِلاَدٌ مِنْ ذَهَبِ المَعْنَى..
( 685 | 0 | 0 )
تُعَانِقُهُ، شَبَقًا..!
( 666 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الحُرِّيَّةِ
( 658 | 0 | 0 )
اِنْتِصَاراتٌ صَغِيرَةٌ..
( 653 | 0 | 0 )
قَريبًا مِنْ أَسْوَارِ القَصْبَةِ..
( 645 | 0 | 0 )
قَدْ يُكَسِّرُ أَقْلاَمَهُ..!
( 632 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ لاَ يُصَدِّقُهَا أَحَدٌ..!
( 603 | 0 | 0 )
فِي قَبْوٍ يُسَمَّى.. وَطَنًا (●)
( 600 | 0 | 0 )
القِلاَعُ..
( 592 | 5 | 0 )
نَشِيدُ ابْنِ خَلْدُونَ..
( 590 | 0 | 0 )
تَسْتَضِيفُ شَمَالَكَ..
( 584 | 0 | 0 )
صَواريخُ غَزَّةَ..!
( 557 | 0 | 0 )
حَنِينٌ..!
( 533 | 0 | 0 )
أَنَا ابْنُ قَافِيَةٍ تَغِيبُ..!
( 523 | 0 | 0 )
الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ..!
( 497 | 0 | 0 )
مَحْجُوبُ (*)
( 493 | 0 | 0 )