صديقي القديم - زين العابدين المرشدي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1999-)


567 | 0 | 0 | 0



" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك "

مصادفةً و أنا سائرٌ
في الطريقِ التقيتُ
هنالكَ بالوقتِ وجهًا لوجهٍ
فأخبرتُهُ :
لا عداوةَ بيني وبينكَ ؛
أنتَ صديقي القديمُ
على كوكبِ الأرضِ عشنا صغارًا ،
كبرنا معًا ،
فعليكَ هنا ما عليكَ ،
عليَّ هنا ما عليَّ ،
فلَسنا بحربٍ تُخاضُ
فأرجوكَ
أرجوكَ
خُذْ أيَّ وصفٍ يليقُ
و لا تكنِ السيفَ
إياكَ
إياكَ و السيفَ
لا تكنِ السيفَ
إياك
لا تكنِ السيفَ ،

لوْ أنتَ تقطعُني و أنا أقطعُكْ
سأمنعُني يا صديقي ،
و لكنَّهُ ما الذي يمنعُكْ ؟!
كُنْ أليفًا ، حَذارِ ؛
سيختلطُ الدمُ بالدمِ ،
قَسرًا يسيلُ دمي و دمُكْ
فلستُ أمدُّ لكَ الرَقَبةْ
مُذعنًا ،
و كذلكَ ألَّا تمدَّ ليَ الرَقَبةْ
مُذعنًا ،
كُنْ أليفًا كما الحزنِ ،
دعْ فكرةَ الدمِ دعْ
فهيَ لا تنفعُكْ

فلوْ أنتَ تقطعُني و أنا أقطعُكْ
سأمنعُني يا صديقي ،
و لكنَّهُ ما الذي يمنعُكْ ؟!

تامَّلْ معي جوهرَ الدمِ
فكّرْ بما سأقولُ :
الدمُ المتساقطُ في الأرضِ ليسَ دمًا ؛
إنَّهُ الكونُ مُنسكِبًا ،
لوْ تأملتَ ؛ أدركتَ أنَّ الدماءَ دموعُ الإلهْ
إذا ما أردتَ بأنْ تجرحَ الربَّ
ـ ليسَ لهُ الجِلْدُ و اللحْمُ كالجَسَدِ البشريِّ ـ
إذا ما أردتَ بأنْ تجرحَ الربَّ ؛ فاجرحْ سواهْ
إنْ تقبِّلْهُ ؛ قبِّلْ سواهْ
فأرجوكَ
أرجوكَ
لا تكنِ السيفَ
لا تكنِ السيفَ ،
لا ، لا تكنْ ..
لا تكنْ
لا تكنْ
لا تكنْ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: