صديقي القديم - زين العابدين المرشدي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1999-)


459 | 0 | 0 | 0



" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك "

مصادفةً و أنا سائرٌ
في الطريقِ التقيتُ
هنالكَ بالوقتِ وجهًا لوجهٍ
فأخبرتُهُ :
لا عداوةَ بيني وبينكَ ؛
أنتَ صديقي القديمُ
على كوكبِ الأرضِ عشنا صغارًا ،
كبرنا معًا ،
فعليكَ هنا ما عليكَ ،
عليَّ هنا ما عليَّ ،
فلَسنا بحربٍ تُخاضُ
فأرجوكَ
أرجوكَ
خُذْ أيَّ وصفٍ يليقُ
و لا تكنِ السيفَ
إياكَ
إياكَ و السيفَ
لا تكنِ السيفَ
إياك
لا تكنِ السيفَ ،

لوْ أنتَ تقطعُني و أنا أقطعُكْ
سأمنعُني يا صديقي ،
و لكنَّهُ ما الذي يمنعُكْ ؟!
كُنْ أليفًا ، حَذارِ ؛
سيختلطُ الدمُ بالدمِ ،
قَسرًا يسيلُ دمي و دمُكْ
فلستُ أمدُّ لكَ الرَقَبةْ
مُذعنًا ،
و كذلكَ ألَّا تمدَّ ليَ الرَقَبةْ
مُذعنًا ،
كُنْ أليفًا كما الحزنِ ،
دعْ فكرةَ الدمِ دعْ
فهيَ لا تنفعُكْ

فلوْ أنتَ تقطعُني و أنا أقطعُكْ
سأمنعُني يا صديقي ،
و لكنَّهُ ما الذي يمنعُكْ ؟!

تامَّلْ معي جوهرَ الدمِ
فكّرْ بما سأقولُ :
الدمُ المتساقطُ في الأرضِ ليسَ دمًا ؛
إنَّهُ الكونُ مُنسكِبًا ،
لوْ تأملتَ ؛ أدركتَ أنَّ الدماءَ دموعُ الإلهْ
إذا ما أردتَ بأنْ تجرحَ الربَّ
ـ ليسَ لهُ الجِلْدُ و اللحْمُ كالجَسَدِ البشريِّ ـ
إذا ما أردتَ بأنْ تجرحَ الربَّ ؛ فاجرحْ سواهْ
إنْ تقبِّلْهُ ؛ قبِّلْ سواهْ
فأرجوكَ
أرجوكَ
لا تكنِ السيفَ
لا تكنِ السيفَ ،
لا ، لا تكنْ ..
لا تكنْ
لا تكنْ
لا تكنْ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)