الصباح - الأخضر بركة | القصيدة.كوم

شاعرٌ جزائريٌّ (1963-) كبدُ الشاعر مأزق الحبر كما يقول.


1385 | 0 | 0 | 0




الصباح الذي
تتثاءبُ فيه النوافذُ ملفوفة في قماش الغسيل
الصباح الذي…
لم يعد يستحثّ الحياة كثيرا لكي تتسلّق أسطورةً أو حجرْ
الصباح الذي
لم تعدْ تلتقي فيه بالنّحلةِ الوردةُ المائلة
الصباح الذي
يتعثّر في حُفَرِ الوحل وهو يهرول كي يركب الحافلة
الصباح الذي،
مثل أسفنجةٍ، مُشبعٌ بالضجر
الصباح المُشبّه باللاأحد
الصباح الذي في كَبَدْ
الصباح الذي يتمرّغ في الوحل إثر المطرْ
الصباح الذي ينكسرْ
مثل قلبِ مُطلّقةٍ تفرشُ الآن كرتونتينِ لها ولإبنتها في طريق المصلّينَ
هذا الصباح..
يعجن الطين بالعجلات وبالقدمين ويمضي
إلى شأنِ ألاّ يكون له أيّ شأنٍ سوى شأنِ ألاّ يكون
الصباح الذي
بالقفاف تقرفص فيه النساء المسنّاتُ حول السجون
الصباح الذي
يتنقل ما بين مقهى ومقهى يغطّي بحفّاظة الحيض عُقْمَ الحياة
الصباح الذي
تتشاتم فيه دلافين مستنقع الجامعة
الصباح الذي
يغرس الُخرَسَانةِ في كبِدِ المزرعة
باع أبقاره،
باع أشجاره،
باع محراثه للصدأْ
الصباح الذي بالفراغ امتلأْ
ماله لم يزلْ
إلى الآن محتفظا باسمهِ:
"الصباح"







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.