الشِّعْرُ...
رقيقٌ كفراشَةٍ حَمْرَاءَ،
ومتسلِّطٌ كزوجَةِ الأَبِ.
شَفَّافٌ كَثَوْبٍ أَبْيَضَ،
ومَتِيـنٌ كَأَعْرَاقِ سنديَانَةٍ قديمَةٍ.

النَّثْرُ...
مُنْسَابٌ
كقطارٍ يَعْرِفُ طريقَهُ جَيِّدًا،
ومتفجِّرٌ
كَعَيْنِ مَاءٍ في مُنحَدَرِ الجَبَلِ.

الزَّبَدُ...
رسائِلُ الموجاتِ العطْشَى،
إلى الرّمْلِ المُعَبَّئِ بالرّغَبَاتِ.

الأَبَدُ...
أكذوبةٌ كُبْرَى
أَتَتْ من هَبَاءٍ،
يُصَدِّقُهَا
سائِرُ الكائِنَاتِ.

الأَزْهَارُ الحَمْرَاءُ...
كُرَيَاتُ دَمِ الإلَهِ،
تَجْرِي بِانْتِشَاءٍ،
في عُرُوقِ الرَّبِيعِ.

الأَزْهَارُ البَيْضَاءُ...
الخُصُلاَتُ البِيضُ
لِخَرِيفٍ مَهْزُومٍ يَرْتَسِمُ
على شَجَرِ اللَّوْزِ.

الصَّمْتُ...
بَيْضةٌ غامضَةُ المستقبَلِ،
تحضُنُهَا الأيّامُ، قد تفقِسُ عُصفورًا!!!
وقد تفقِسُ، ذاتَ سَوْرَةٍ،
دَيْنَاصُورًا!!!

الـمَــوْتُ...
هُوَ باختصَارٍ شَدِيدٍ،
فقدَانُ الجاذبيَّةِ المكتسَبَةِ،
والتّحليقُ عالياً بجناحَيْ يمامَةٍ
عائدَةٍ نحوَ البِدَايَاتِ...

الغُيُومُ...
أراجيحُ حرَّةٌ متنقِّلَةٌ
لا تكبِّلُهَا الأشجَارُ...
ورسائلُ متحرِّرَةٌ من كُلِّ الأختَامِ،
والهواءُ ساعي البريدِ،
يحملُهَا إلى عناوينَ سِريَّةٍ،
لا يعرفُهَا إلاَّ هُوَ...

النُّجُومُ...
خَرَزٌ يُوَشِّي ثَوْبَ عَرُوسٍ
تُزَفُّ كلَّ مساءٍ،
إلى زوجٍ جديدٍ...

الجَمَالُ...
تمامًا كالحُبِّ الخَالِصِ،
يَفرضُ نفسَهُ عليكَ،
ويتسلَّلُ إلى قَلْبِكَ
دُونَ عِلْمِكَ، يكبرُ فِيكَ
كحُلْمٍ شَخْصِيٍّ، ويمتَدُّ في جسَدِ أَهْوَائِكَ
كجذوعِ شجرةٍ دانيَةِ الثّمَارِ
ووارفَةِ الأغصَانِ...

الخَيَالُ...
جوازُ سَفَرِ الشُّعَراءِ،
أَيْنَمَا شاؤُوا ومَتَى أَرَادُوا،
دونَ أداءٍ جُمْرُكِـيٍّ.
وهُوَ الزّادُ الّذي يحملونَهُ
في حقائبِهِمْ...

الخَرِيرُ...
تسبيحُ الطّبيعَةِ اللاّنهائِيِّ
لخالقِهَا...
الحَرِيرُ...
أثمنُ هديَّةٍ قدَّمَتْهَا
أصغَرُ المخلوقاتِ،
دونَ أن تَنْتَظِرَ مِنَّا مقابِلاً...


الحُبُّ...
هُوَ الشّعورُ الوحيدُ القادِرُ
على جَمْعِ كُلِّ المتناقضَاتِ
في حرفيْنِ اثْنَيْنِ...

الحَرْبُ...
............................
...................................
الوَجْهُ الآخَرُ لنَرْسِيسَ...