شاعرٌ جزائريٌّ (1956-) يقول: مُدني بعصاك البعيدةِ، سحرِكَ.. كي ما أمد يدي في الظلال.. مدني بعميق السؤال.
1357 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "لعمي موسى ..لكرَمه
" لـ "الطيب طهوري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "لعمي موسى ..لكرَمه
" لـ "الطيب طهوري"
لعمي موسى ..لكرَمه
0
مشاركة القصيدة
(لا آكل وحدي) يقولُ.
يرى شجرا في البعيدِ..يمد الخطى..
أنتَ يا شجري ماءُ ليلك عندي..
تصير الفواكه نارا لقدر( مناصبها) الضاحكه..
وحصيرُ العشية فوق التراب على ظل أحلامه يتردد غيمتَه الشاهقه..
هكذا يترجل موسى مياه يديهِ..ويفتح أبوابه الحاذقه..
هكذا يجمع الأهلَ فيهِ..
يضم إليه المدى شجرا ، وخيوط السماء مساء دفيئا له..
هكذا هو عمي الذي كان موسى ..
هكذا كان....
أذكره الآن في السهو حين امتطى خطوَهُ..
وأذكر كفيه في السنبله..
وأذكر أيضا عصافيره حين يعطي لها دقلة النورأوغرسها في ندى السوق، ثم يزقزق فيها ابتسامتَه العاشقه...
***
لموسى صهيل الخيول التي ألفت يده وهْي تحضن أوجاعها..
وله السرج والمرج حين التلولُ تمد له ظلَّها وصداها..
وله الصمت حين الينابيع تملأ قربته بالمياه البعيدة ثم ترش تراب الخيام وتفتح للزهو تلك الأغاني / العشيةَ إذ يلتقي العائدون حصائدهم في الحنين إليهن..أيضا إليهم..هنالك تبدأها نجمةُ الليل فاتحةً لمعَها للحكايات تسري بأضلاعنا للهناك صعيدا حمادتَها الحضنةَ الرائقه...
***
كان موسى مياهَ النعاج وأعشابَها..
وكان الغصونَ لماعزهِ..
كان يبدأ ظل نهاراته بالصباح على الهضبه..
كان جمعُ السنابل عادتَه الـ ألفت كيسَه وقرنونَ علك النساء..
وفي أمسيات الخميس يوزع ما أحضر السوقُ في كيسه للصبايا ..وللأمهات..وأيضا لنا نحن أولئك الواقفين على صوتهِ...
وقد يحضر اللحم / بعض الحشايا / رؤوس النعاج ، فيمتلئ الليل وهْجا ..
وتمتلئ الأرض بالنغمات التي يترجلها ناي بلقاسم جبرالصدى..
وحتما سنلعب نحن الصغارَ مطارقَ ظلمتها البارده..
إيه يا شمس موسى..يا ثمار يديهِ..ويا غيبة العمر فيه ..هنا حارقه...
***
من مياه يديه أمد الحقول على ظلهِ..
يابنتَ مسعودِها حضِّري قهوة الضيف، كسْرتَه، بعضَ تمر الصحاري التي زرتُها..
ويخرج إذ يسمع الإسم :موسى ،عمَّنا..
كان ذا دأبَه كل يومٍ..
وإذ يحضن الفرْحَ فيه يقول لها :حضري بعض سمن الفطير، غرائفَ أحلى كثيرا كثيرا..
ويحضن زائره..يفتح الباب: أهلا وسهلا..
يأكلان معا..يشربان معا .. يحكيان الكثيرمن النهرِ..او يحكيان النهارْ
كان أصغرُ أبنائه حاذقا..يتغير صوتا غريبا..
موسى،عمَّنا..ينادي..
يابنت مسعودها حضري..
ويخرج..لا ضيفَ..لا..
يتقصى الجهات هنا وهناك..هنالك أيضا..ولا ضيف..لا..
يدخل الحاذق الآن ..يأكل..يشرب..يسمع أيضا حكاية موسى..ويخرج مبتهجا بالحياة كثيرا كثيرا..
إيه يا شمس موسى..يا شعاء الصباحات فيك..وظهرا ..مساء..
ذاك أنت ..وتلكَكَ أيامك البارقه...
***
إيه يا عمنا..أين أنت؟..وأين هنا نحن؟ ..والنهرقد جف فينا ،ولم تعد الأرض غير الرمال التي نشرت حرها في الطريق ومالت بنا جهةً /صخرةً ناعقه...
إيييييييييييييييييييييييه،ياعمَّنا..أين أنت؟..وأين هنا نحن؟..أين يديك..خطاك..ابتسامتك الصادقه؟
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)