شاعرٌ جزائريٌّ (1956-) يقول: مُدني بعصاك البعيدةِ، سحرِكَ.. كي ما أمد يدي في الظلال.. مدني بعميق السؤال.
1361 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "دم العائد
" لـ "الطيب طهوري"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "دم العائد
" لـ "الطيب طهوري"
دم العائد
0
مشاركة القصيدة
على الأرض مر.. هنا..
قال للريح: كفي خذيها..
قال للبحر: صدري شراع سفينكَ..
وسده موجكَ..
للرمل قال: سعيدا مساؤكَ..
للصخرأيضا: سلاما، سلاما..
ثم شمر عن ساعديه، امتطى ريحهُ..
ومضى في الغيابْ.
+++
كان في الغابة الخائفه
غجرا.. وضبابْ..
ورقا مثقلا بالترابْ
بين رجليه مرت ثعابين هاربةٌ..
وأفاعيُ ..
مرت جنادبُ..
أيضا..حشائش من وجل الأرضِ..
بعض اليرابيعِ..
أعلى، تناثر سرب العصافيرِ..
كل الجهات مضت.. في السرابْ.
+++
كانت النار من جهة في الجنوب ..
شمالا رأى خنجر الوقتِ..
في الظهرِ..
تحتا تناسل جمرا..
وفوقا تمدد غيم الذبابْ.
+++
بعد لأي ترجل خطوتهُ..
مد ساقيهِ، ثنى على الصدر كفيهِ..
بعض التغاريد أيقظن جثتهُ..
انتشرت في المدى زفرات البعيدِ.. بكى..
كان طفلا ..
تموء العجول، يوسدها شمس أيامهِ..
وتصيح الديوك ، يثرثر قمحا لها..
والنعاج تبأبئ ، ينشر ظل الحشيش على صوفها..
كان طفلا سعيدا، سعيدا..
.................................
.....................................
فجأة ، مد ليل التجاعيد حنظلهُ:
ماتت الأرض في بردها..
أمه فارقت كوخهم للترابِ..
أبوه مشى جهة العمقِ حيث البنادقُ..
لم يبق من وتر في الخطى غير هذا الأنين يشد انكساراتهِ..
لم يبق من حائط يتوكأه غير ذاك الصدى.. في الذهابْ
+++
كان طفلا..
رأى الأرض راحلةً..
والنساء ،الرجال، الشيوخ، العجائزَ أيضا رأى..
كل شيء وراء..
كان خلف الحدودِ..
بنى خيمةً، إذ بنى الإخوة الآخرونَ..
رمى حجرا ورمى الآخرون..
بكى وبكى الأخرون
وضم الجميع المفاتيحَ..
رصع كل جميل أصابعه بالدماء..
ثم أيضا تمدد ظلا طويلا، طويلا..
تناسل حُمَّى.. هناكَ..
رأى البحر دائرة في اتساعٍ.. هناكَ..
الرمال رأى دمعها..
زبد البحر شاهد أوجاعهُ..
والطيور تَسلق أحزانها.. ومضى..
نصف قرن مضى..
وأكثر.. أكثرَ..
عانق فيه الغيابْ.
+++
كان أكبر من عمره.. ومداهْ..
مرت الطائرات على جرحهِ..
مرت الشاحنات بأسمائها ..
والعناقيد القنابلُ..
روث الجمال القبائلُ..
حتى الصدى مرَّ..
صهْد الجنازيرِ مرَّ..
كما مرت الكاسحاتُ..
الصواريخ أيضا..
ولم يبق من شجر يترصد أوراقهُ..
لم يبق من وهج الحقل ذاك الندى غير هذا الإيابْ
+++
كان طفلا بعيدا.. بعيدا..
على كتفيه الدماءُ..
على الدم كفاه، أغصانه المورقات بصوت الدليلِ..
على الغصن آية أحجاره وبهاهُ..
على الورق المترجَل غيمتُه ورؤاهُ..
على الغيم زعترهُ/ ضلعهُ..
على الزعتر البلديِ مداهْ..
..................................
..........................................
كان طفلا قريبا..غريبا..
دما شجريا.. مرايا تزغرد أضلاعه..
وهاهو ذا قمرا صاعدا في الأعالي ..هنا..
نازلا صوب أسمائه في الشبابْ..
من أشعة أحلامه تغزل الأمهات خيوط ظفائرهنَّ..
ومن دفئه الساحلي تعانق هذي الشعابْ.
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)