ما تنبأ به العرّاف - عماد البريهي | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وباحث أكاديمي يمني (1987-)


370 | 0 | 0 | 0




من تحتِ ثقوبِ النمل
يخرج
كحيوانٍ خرافيّ
يمتطي الأشجارَ المسنة
يجرّ عربةَ الليل
يأكلُ الزهورَ بشره
يمسح ما تقيأه الفلاسفةُ على دفاتره
إلى قعرِ النسيان
يسوقُ عواطفَه الممزقة
خائفا من احتمالِ ولادة
كم ظللته العصافيرُ وهو يحكي للقمرِ اكتماله
كم باغتته الشمسُ وهو تحتَ أقدامِ الليلِ يبحثُ عن أعضائه
كم تفاجأ به العرّاف وهو يأكلُ الجمر
كم تحدثتْ عنه الجنّ وهو ينقلُ الغيمَ من مدينةٍ إلى مدينة
راسما لصغاره المدينة المفتوحة
في الجزءِ السابع من رحلتِه إلى العالم السفلي
لم يعدْ يتذكر ما قاله أحدُ البهاليلِ السبعة
عدا فرارِ القمرِ
خروجِ سحابةٍ تلتهمُ الشجر
جنازاتٍ تملأ الأفق
اصطكاكِ العوالم التسعة
ذئابٍ زرقاء يحملون بقايا إنسان
وبقايا مؤجلة


هو الآنَ
مشغولٌ بإخراجِ مدينتِه من تحت مخالبِ الليل
المدينةِ المربوطةِ إلى ظهر عفريت
المدينةِ الممسوسة بفقدان الذاكرة
المدينةِ المصابة بصداع تاريخي
المدينة التي تأكلُ كلّ شيء
كلّ ليلةٍ يذهبُ إلى غرفته الممزقة
يحوطه الصمت
يجلس
أمام نافذته المفتوحة على شوارعَ بدائية
تعودُ إلى ما قبل ولادة الأرض
محاطا بالأشباح
والأعشاب المتعفنة
في كل خطوة
يموت داخله عصفور
وتنطفئ شمعة
يمشي ممزقا بحطام أغنية
حاملا بكفه الأرض
وبالأخرى قلبه
من يقنع صغار حيّه بحريتهم؟
ربّما
أخطأ الفيلسوفُ ببحثه عن الحقيقة
والعرافُ بالدورانِ حولَ ظله
والمعلمُ بخروجِه من باطنِ الحرف
و الجيولوجيون بتفسيرهم انشطار الأرض
والسياسيون بوقوفهم خارج الوقت
وحده الحزنُ يمتطي العابرين
وحده الحزن يحمل نعشه
وحده الحزن
يرافق الكائناتِ إلى سريرِ الليل
لا أحدَ يعرفُ حجمَ الكارثة
حتى المجانين الذين يحاربون ظلهم في كلِّ ليلة
لا أحدَ يعرف
لا أحد





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)