قراءات في دفتر الهندسة - خالد عباس الطاهر | القصيدة.كوم

شاعر وفنان تشكيلي سوداني، يكتب القصيدة الفصيحة والعامية (1974-)


470 | 0 | 0 | 0




(قراءات هندسية لتفريعات الذاكرة)

تعريفات :

( النقطة )
________

النقطةُ نقرةُ طائرِ السِّرِّ
في بياضِ الخليقةِ
هاجسُ ثدْىِ الأمُومَةِ
بِسِنِّ اللبنْ
رسمُ المدينةِ في الخارطةْ
نقطةٌ
باتِسَاعِ السَّوادِ المُعَلَّمِ بالحِبْرِ
وأميةُ البياضِ الوطنْ
طائرُ السِّرِّ طارَ يا سادتي
إذ تجيءُ القُرى
بسنابلَ
مشويةٍ بالفوانيسِ
تجيءُ
مشغولةٌ بالنواميسِ
بالسَّادَةِ السُّودِ والكادِحينْ
الحزامُ الذي يُقَلِّمُ المدينةَ كالظُفرِ
بالفقرِ والمعجزاتْ
العطنُ
طائرُ السِّرِّ عَادَ يا سادتي
كي ينقُرَ لوحَ البياضِ العظيمِ
بالسَّوادِ الوطنْ

( الخط )
_______

الخَطُّ رسمُهُ واضحٌ في الكتابْ
يتثني كأفعى
في الرسمِ والسحرِ
لكنَهُ في السياسةِ
(الخَطُّ) !!!!
يستحيلُ سنارةً
لاصطيادِ كراسِيهَا العَائِمَةْ
في لُجَّةِ الخَلقْ
وفي البرقْ
يضيءُ شفيفًا ومرتبكًا
كإمضاءِ الوزيرِ المُمَارِسِ في الحكوماتِ
والمُشَارِكِ في المجزرةْ
يضيءُ شفيفًا
ومُرْتَبِكًا
ويتبعُهُ اللظى والسخامْ
إن لم تَفِ حالةُ الزَّمْجَرَةْ

( المثلث )
________

المثلثُ مِعصرةُ القصبِ السُّكَريِّ في الليلْ
والرجلُ مغلوبٌ على أمرِهِ
وسرجٌ لفارسةٍ تمتطي شبقًا
وتلكزُ .. تلكزُ .. تلكزْ
والرجلُ مقلوبٌ على ظهرِهِ
ودلتا خصيبةٌ
تُلَحِّنُ النبتَةَ بينَ فراتينْ
وتُغني
المثلثُ نافذةٌ على الماءِ
ورأسٌ لحرابِ الأعالي

( الدائرة )
________

الدائرةُ (خاتِمُ) الحُبِّ
ما قامَ أورقَ من حمائمِ البَرِّ
يستديرُ حول أنثاهُ
حتى يكلزَ على ظهرِهَا
ورقصُ الحِسانِ على نعشِ أوسَمِ العَابرينْ
الذين دانت لهم ضفائرهُنَّ
بالحُلْمِ الشتائيِّ الطويلْ
لكنَهُ ماتَ قبلُ...
وهُنَّ اجتمعنَ في ماتمِ ريفٍ طقوسي
يودِعْنَهُ
ودارتِ الدائرةُ
دارتِ الدائرةْ
لغةُ الحربِ
والدائرةُ لغةُ التواصلِ بلا انقطاعْ
والدائرةُ
عقدةُ الحبلِ أعلى الشراعْ
ومركزٌ صارتْ مواثيقُهُ عدمًا
وشعبٌ يحيطُ باحلامِهِ
له قُطْرُهُ
وَلِهٌ بالصِّراعْ
أنها صورةُ الثورةِ القادمةْ !

( المربع )
________

المربعُ !!!
يعيشُ توازنهُ
في تساوى أضلاعِه
وفي اقتسامِ المقاديرِ
بالقسطِ بالملميترْ
وفي الثرواتِ
إذا اتسعتْ مساحتُهُ
اتسعت بالتساوى في الحقِّ
وإن ضاقت بأوجاعِهِ
لا يتذمرُ ضلعٌ على آخرٍ
أو جصُّ على آجِرٍ
والمربعُ نافذةُ القطارِ على المرجْ
والصورُ المتحركةُ
رغمَ أنفِ الحَديدْ
تستحثُّ الأقاليمَ بالنَّبْتِ والآدميينَ
نحو أفقٍ بعيدْ

( المستطيل )
__________

يستطيلُ على الطاولةِ
(بالطول والعرض) !
ويستقرُّ على الأرضِ
بلا قلقٍ في الزَّوايا
قيل كان اصلاً
مربعْ
لكنه شبَّ بأمشاطِهِ
كي يَرى أغوارَ الحُزنِ فيَّ
دون أن يواجهَني
فاعترتْهُ لعنةُ الروحِ
وصار يواجهُنَا بالزجاجِ الأماميِّ (للحافِلةْ)
منبريًا كأنهُ سيِّدُ القافلةْ
وله ما وشمتهُ الجماهيرُ بالثوراتِ
وشمُ الحَجَرْ !!!!

( المعين )
_______

اسمُ المفعولِ
يُعْرَبُ على بطشِ سيِّدِهِ
الفاعلُ
الملكُ
المرفوعُ !!
عرشُهُ الهيكلُ الآدميُّ
والشكلُ (المعين)
زخرَفَةُ الجصُّ
بالخزفِ المرويِّ القديمْ
كبصمةِ فلاحةٍ
في مزارعِ كُوشْ
تشتهي أن تُعِدَّ الطعامَ
في الإناءِ المُذَهَّبْ
وليس لها في الطعامِ المُذَهَّبْ !!!
المعادنُ كُلُّهَا أصدقاءُ الملوكِ
إلا حديدَ السُّيوفْ
ضلعُ المعينِ
راحةُ العُنُقِ
والمعينُ حاجبُ القصرِ
ووصيفةُ الملكةْ
ونوطُ الجَسارةِ والنصرِ
غيرَ أنَّ المُحِبَّ نديمي
قال: المعينُ شكلُ العشيقةِ !!!
إن تُوِّجَ القلبُ
لكنك صوَّرْتَهُ في حالةِ الحربِ

( المنشور )
_________

هو اللفظُ المُهجَّسُ بالاتقاء
ورائحةُ القلمِ الحُكُوميِّ والمسألة
(المنشور)!
وهو الشكلُ المراوحُ اوجُهَهُ
والمشيُ للضوءِ كالمِقصَلَهْ
إذ تشي بِأجداثِ من حملوا لفظَهُ
كالبنود
هاجسَنا جُلَّنا
غير أن المضى سيعود
جلنارًا
تكسر في مراياه




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)