الرسالة الثانية إلى المتنبي - حنين عمر | القصيدة.كوم

شاعرةٌ جزائريّةٌ عذبةٌ، غالباً تهدي قصائدَها لآخر حبة شوكولاة في جيبِها.


2978 | 0 | 0 | 3



(إلى المتنبي، مرة اخرى ...)

هلاّ سألت الخيل عن نزفِ الحِمَى؟
نزفــتْ جروحي كلّها ..لو تعلمُ !
أرنـو لوجهك في العجاجة كلمّا
كانــت سيوفٌ في دمي تتكــلم
أنا لسـت من عصر المعارك إنمّا
بعـض انتمائي في الحقيقة مبهمُ
أدخــله في تأويل غيثٍ قد همَا
أو في أصــول الجمرِ لمّا يضرمُ
وإذا ســـألتكَ لا تجبني عالما
كلّ المعارف بالجـــهالة تهدم ُ
وإذا أجبتـــكَ لا تقل لي:ربما
أنا بـــي احتمالٌ لليقين مُعلمُ
مــالي أراك على المقابر نادما؟
أنــا في الهوى مقتولة لا أندم
سـالت جراح مثخنات بالدّما
مني وأجهش من دموعي الزمزم ُ
لـكن صوت الحق يبقى صارما
ســــيفٌ تخرُّ إذا تجردَ أنجمُ
يا ابـن المكارم لا تكن لي راجما
إنـّـي الكريمةُ بنت أصل يُكرمُ
إن كـنت في علم الفراسة فاهما
دعني فمثلي لـيس صوتا يكتمُ
جرّمتني... قد كنـت قبلي مجرما
كُـــلُّ بما نظمــــــت يـداه مجرّمُ
كنتَ النبوءةَ في القـصائدِ حينما
كانَ الزّمان على كـفوفكَ يرسمُ
فدعِ النبـــوءة في زمانٍ قلّما
بالشّــــعر يؤمن أو به يترنمُ
لا تنـــزعج مني وتبدو غائما
هــذي المشيئة بالدّنى تتـحكمُ
زمن لشـعركَ أو لسيفك واللّمى
زمـــن لغيركَ والزمان مقسّمُ
أنا لستُ من عصر الفطاحلِ كلّما
يممّــت وجهي قد تبدّى معجمُ
أنا جئت من عصر يبالغ في الظّما
لــــكن مائي بالقصــــــائد مغرمُ
أنا لــــست ممن يتبعونك إنما
أنا باجتياز البــحر مثلكَ...أحلُمُ








الآراء (2)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)