غدٌ خارجَ النَّص - نجود القاضي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ يمنيّةٌ حاصلةٌ على العديد من الجوائز العربية.


993 | 5 | 3 | 2



     
غداً لوحةٌ أخرى، وبنتٌ وعاشقُ
على صخرة الأحزانِ والحزنُ شاهقُ

يزيحان وَشْمَ الدمِّ عن كاهلِ المدى
يزيلان ما نصَّتْ عليه البنادقُ

يفران من وحشٍ قديمٍ بآدمٍ
وليلٍ تدسُّ الموتَ فيهِ النواعقُ

ولعنةِ شطرنجِ البقاءِ التي لها
تُسَدِّدُ دَينَ الأُضحياتِ البيادقُ

غداً فارسٌ يُنْجي فتاةً بقُبلةٍ
نبيذيةٍ في طعمها الحقلُ عالقُ

خروجاً عن النص الحماسيِّ .. همسةٌ
تظلهما والحبُّ بالهمسِ واثقُ

تقولُ ابنةُ الأعداءِ: "ها قد نجوتَ مِن
قيامةِ موتى بالجحيمِ تراشقوا"

يقول: "غداً تَنسى السلالاتُ حقدَها
وتغرقُ في ماء الحياة الفوارقُ

ولن يرجعَ التأريخُ عبداً لنزوةٍ
ويقنصَ طيرَ القلبِ سهمٌ مراهقُ"

غداً يرسمُ الأطفالُ بالحبِ غيمةً
لها ظامئو الأوطانِ شوقاً تسابقوا

وحيث عيونُ الجندِ يوماً تساقطتْ
مجامرَ للذكرى استفاقت شقائقُ

على معطفِ الحربِ الثقوبُ انتفاضةٌ
تُسرِّبُ منها الذكرياتِ الدقائقُ

طبولُ نشيدِ الموتِ قد جف صوتُها
وليسَ سوى شَدْوِ العصافيرِ ناطقُ

سترجعُ أرواحُ الصغارِ! فعندنا
تزورُ شبابيكَ البيوتِ اللقالقُ *

ستجلسُ قربَ الموتِ تلهو فراشةٌ
فتجثو اعتذاراً للجمالِ الحرائقُ

وتصغي إلى اللثغاتِ - منذ تحولتْ
أراجيحَ للأطفالِ - تلك المشانقُ

وفي صدأِ الخوذاتِ من كلِّ مذهبٍ
بدون اكتراثٍ سوف تنمو الزنابقُ

سيختنق البارود من عطر وردةٍ
وتزحف ما بين الدروع حدائقُ

وتستأنفُ الأنقاضُ فينا اخضرارَها
فتنبتُ عنقاءٌ عليها وباشقُ

ومن هامشِ البيتِ الخرابِ ابتسامةٌ...
تشعُّ.. وليلٌ في الصباحاتِ غارقُ

غداً فوق صدرِ الرمل تولد موجةٌ
ويتبعها موجٌ عنيدٌ وصادقُ.




*إشارةً إلى دلالات اللقلق في الأساطير :
1- الأسطورة الأدبية في قصص الأطفال تقول أن طائر اللقلق كان يجلب الأطفال إلى نوافذ البيوت.
2- أسطورة عودة الأرواح على هيئة لقالق .
3- بعض الأساطير الشعبية تقول أن طائر اللقلق حين يعشش في سطح منزلٍ ما أو على نافذته يكون ذلك فأل خير و يرزق أصحاب المنزل بمولود.



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)