في سَاعَة الشَّمْس - مريم كعبي | القصيدة.كوم

شاعرة وقاصة إيرانية من الأهواز


705 | 4 | 0 | 1



الستائرُ تجلسُ القُرفُصاء في زاويةٍ مُعتَمة
تلتوي وجعًا
وتبرعمُ المرايا على شراشفِها الرَّطْبَة.
*
السيناريوُهات الخَرساء في نهايةِ رُفوفِ المكتَبَة
تختلسُ قسطًا من الهواء
في اِستراحةِ مُكبِّرات ِالصوت
وتَعلُو تَمتَمَتُها.
*
تتسرّبُ من شقوقِ الأبوابِ الصَّلْدة
وترتمي مرهَقةً على مقعدٍ فارغٍ في الساحة
الأحلامُ اليتيمةُ التي لطالما احتمتْ بذاكرةِ الفَحْم.
*
القُبَلُ التي كَسَرتْ أجْنِحتَها الجُدْرَان
تحَبُو نحوي بلا شِفاه
أطعِمُها أسماءَ من عشقتُهم
فتنبتْ لها الأجنِحَةُ
وترفرفُ فرحةً على حَوَافِ الوقت.
*
الأطفالُ المُلتحِفون بأعمارِهم
يخلعون القمصانَ الكبيرة
وتعجُّ الساحةُ فرحًا بألعابِهم المُؤَجَّلة.
*
ينهضُ السجناءُ رُوَيْدًا رُوَيْدًا من الهوامش
يقتربون إلى النص من كل غُصنٍ طري
يشيّدون صَرْحًا شاهقًا
دعائِمه تمتصُّ رطوبة الجِذع
وسقفُه يتسلَّقُ ذاكرةَ المَظَلاَّت.
*
في استراحةِ الحُرَّاس
في دفءِ الخيال
في مُتَّسَعِ الوحدة
في ضِيقِ آخرِ الزَنازين المُتَدَاخِلة
في سَاعة الشَّمْس
أرهفُ سمعي للطريق:
حفيفُ أقدامهم يكتسحُ الحدود
تاركين خلفهم إطاري مُضَرَّجًا بالانتظار
اتركُ له كأسًا من الحُلم
ليبلعَ الفراغاتِ بقليلٍ من الألم
وأضعُ قدمي خارج السياج
أرى مختلف أُناي
مُقبَّعين بالضوء
يتفرقون في الأفق
يخلعون أدوارَهم الثقيلة
وتلتقطها الدمى العارية في الطريق
لم يبق منهم سوى إسمي المُشْبَع بالضوء
وجناحان يَشرَبان إطاري قطرة قطرة
وينثُران بقيتي رفيفًا على الحَوَاف.





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.