تُعَانِقُهُ، شَبَقًا..! - المكي الهمامي | القصيدة.كوم

شاعر تونسيّ، وباحث جامعيّ في مجال الشّعريّة الحديثة (1977-)


607 | 0 | 0 | 0




أُحَدِّقُ فِي كُوبِ شَايٍ
خَفِيفٍ أَلِيفٍ،
يُقَاسِمُنِي عُزْلَتِي
فِي جَنُوبِ الْبِلاَدِ،
بَهِيٍّ نَدِيٍّ كَأُغْنِيَّةٍ فِي هَوَايْ..

أُحَدِّقُ فِيهِ، وَحِيدَا..
أَصَابِعُ كَفِّي تُعَانِقُهُ، شَبَقًا،
[هُوَ شَايُ الْمَسَاءِ الْخُرَافِيُّ جِدَّا..!]
وَأُوغِلُ فِي لَوْنِهِ الشَّعْشَعَانِيِّ،
مُنْخَطِفًا بِمَرَايَاهُ،
مُحْتَرِقًا فِي رُؤَايْ..

أُحَدِّقُ فِي كَوْنِهِ، بَاحِثًا
كَالْفَرَاشَاتِ عَنْ خَيْطِ نُورٍ
طَفِيفٍ شَفِيفٍ يُضِيءُ مَدَايْ..
يَقُودُ النَّبِيَّ الْغَرِيبَ الَّذِي فِي دِمَايْ،
إِلَى حُلْمِهِ الْقُزَحِيِّ اللَّطِيفِ..!

أُحَدِّقُ فِيهِ شَرِيدَا،
وَمُكْتَوِيًا بِلَهِيبٍ تَلَأْلَأَ
مِثْلَ السِّرَاجِ وَرَاءَ الزُّجَاجِ..
وَأَبْحَثُ، فِي الْقَبَسِ الْعَسَلِيِّ الرَّفِيفِ
الرَّهِيفِ الْمُلَعْلَعِ فِي لَيْلِهِ، عَنْ هُدَايْ..!

أُحَدِّقُ فِي كُوبِ شَايٍ
مُوَشَّى بِعَسْجَدِهِ،
مُتْرَعٍ بِمَبَاهِجِهِ، مُثْقَلٍ
بِالْحِكَايَاتِ وَالذِّكْرَيَاتِ الْجَمِيلَاتِ،
تَزْحَمُهُ الشَّهَوَاتُ الْخَجُولَةُ
مِثْلَ الْوِشَاحِ عَلَى صَدْرِ أُنْثَى..
أُطِيلُ التَّأَمُّلَ فِي سِحْرِهِ الْوَثَنِيِّ،
وَبِلَّوْرِ بُؤْبُئِهِ الْمِشْمِشِيِّ،
كَأَنِّيَ أُبْصِرُ فِيهِ أَنَايْ..

أُحَدِّقُ فِيهِ طَرِيدًا..
وَأَذْهَبُ فِيهِ بَعِيدَا..
وَأَرْحَلُ فِيهِ صُعُودًا صُعُودَا..
لَعَلَّ الشَّمَالَ الطُّفُولِيَّ
يَسْكُنُ فِي كُوبِ شَايْ..!



(تمغزة- الجنوب التّونسيّ)

(من قصائد الجنوب، حيث طقوس طهي الشّاي، وطريقة ترشّفه، شكل من أشكال مقاومة الحنين إلى قريتي في أعالي الشّمال التّونسيّ: غار الملح)



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




كَبُحَّةٍ فِي النَّايِ..!
( 1.8k | 5 | 2 )
غَرِيبُ الخُطَى..!
( 1.6k | 0 | 0 )
أَنْتَ أَصْدَقُ مَا فِي دَمِي(●)
( 1.2k | 0 | 0 )
المَلاَعِينُ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
القَصِيدَةُ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ..!
( 1.1k | 5 | 0 )
قَلْبُ العُرُوبَةِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
أَصَابِعُهَا..!
( 1.1k | 0 | 0 )
أَهْرَقْتُهَا..!
( 1k | 5 | 0 )
الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ..
( 987 | 0 | 0 )
كُنِ الْفَرَاشَاتِ..!
( 950 | 0 | 0 )
أُحَدِّقُ فِي مَفَاتِنِهَا..!
( 946 | 0 | 0 )
المَجْدُ للطَّعَنَاتِ..!
( 944 | 0 | 0 )
قَصْرُ العَدَالَةِ..!
( 903 | 0 | 0 )
الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى..!
( 843 | 0 | 0 )
شَكْوَى الْوَلَدِ الْفَصِيحِ..
( 839 | 0 | 0 )
نَعْنَاعُ ضِحْكَتِهَا..!
( 815 | 0 | 0 )
صباح الغواية
( 788 | 0 | 0 )
جَسَدِي حَاكِمٌ دِكْتَاتُورٌ..!
( 772 | 0 | 0 )
الذَّهَابُ عَمِيقًا، فِي الْأَشْيَاءِ..
( 761 | 0 | 0 )
تِيجَانُ الْعِشْقِ..
( 694 | 0 | 0 )
الموْتُ..!
( 656 | 0 | 0 )
بِلاَدٌ مِنْ ذَهَبِ المَعْنَى..
( 623 | 0 | 0 )
كَأَنَّكَ زَرْقَاءُ قَرْطَاجَ..!
( 619 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الحُرِّيَّةِ
( 607 | 0 | 0 )
كَالماسِ، في مَلَكُوتِ الأُبُوَّةِ (*)
( 607 | 0 | 0 )
اِنْتِصَاراتٌ صَغِيرَةٌ..
( 592 | 0 | 0 )
قَريبًا مِنْ أَسْوَارِ القَصْبَةِ..
( 576 | 0 | 0 )
فِي قَبْوٍ يُسَمَّى.. وَطَنًا (●)
( 551 | 0 | 0 )
قَدْ يُكَسِّرُ أَقْلاَمَهُ..!
( 546 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ لاَ يُصَدِّقُهَا أَحَدٌ..!
( 533 | 0 | 0 )
نَشِيدُ ابْنِ خَلْدُونَ..
( 529 | 0 | 0 )
القِلاَعُ..
( 524 | 5 | 0 )
تَسْتَضِيفُ شَمَالَكَ..
( 521 | 0 | 0 )
صَواريخُ غَزَّةَ..!
( 479 | 0 | 0 )
حَنِينٌ..!
( 464 | 0 | 0 )
الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ..!
( 436 | 0 | 0 )
مَحْجُوبُ (*)
( 430 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى..!
( 429 | 0 | 0 )
أَنَا ابْنُ قَافِيَةٍ تَغِيبُ..!
( 416 | 0 | 0 )