القَصِيدَةُ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ..! - المكي الهمامي | القصيدة.كوم

شاعر تونسيّ، وباحث جامعيّ في مجال الشّعريّة الحديثة (1977-)


1259 | 5 | 0 | 0




أَعْتَرِفُ، الآنَ،
أَنَّ القَصِيدَةَ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ
مُزْدَحِمٌ بِعَوَالِمِهِ المُخْمَلِيَّةِ..
شَايٌ يَبُوحُ بِأَسْرَارِ عُشْبَتِهِ،
وَيُحَدِّثُ عَنْ كُنْهِهَا الخَاصِّ..
تَشْرَبُهُ بِتَلَذُّذِ نَشْوَانَ،
مُشْتَعِلاً بِالبِدَايَاتِ؛
تَسْتَرْجِعُ العُمْرَ،
فَاجِعَةً تِلْوَ فَاجِعَةٍ..!
وَتُجَمِّعُهَا كُلَّهَا فِي وِعَاءٍ،
{وِعَاءٍ كَبِيرٍ...!}
وَتُلقِي بِهِ خَلْفَ حُلْمِكَ..!
○☆○

تُصْغِي إِلَى مَطَرٍ دَاخِلِيٍّ أَلِيفٍ؛
وَلاَ تَشْتَهِي غَيْرَ أَنْ تَتَبَلَّلَ رُوحُكَ
{رُوحُكَ عَطْشَانَةٌ..!}
وَبِفَائِقِ حُزْنِكَ،
تَغْرَقُ وَحْدَكَ،
فِي مَاءِ أَحْلاَمِكَ الأَبَوِيَّةِ..
تَمْرُقُ مِنْ مَلَكُوتٍ إِلَى مَلَكُوتٍ،
لِتَرْتُقَ ثَوْبَ الحِكَايَةِ بِالرَّغَبَاتِ؛
وَتُورِقَ قَافِيَةٌ فِي بَيَاضِكَ..!
○☆○

فِي لَحَظَاتِ التَّجَلِّي،
تُقِيمُ حِوَارًا أَنِيقًا
مَعَ الكَائِنَاتِ الحَمِيمَةِ،
تَجْتَاحُ عُزْلَتَكَ الأَبَدِيَّةَ..
تَسْمَعُ صَوْتَ اليَمَامَةِ
مِنْ غَابَةِ اللَّوْزِ يَأْتِي عَلَى خَفَرٍ..
تَتَشَبَّعُ رُوحُكَ بِالصَّوتِ..
تُوشِكُ أَنْ تَحْضُنَ الطَّيْرَ بَيْنَ يَدَيْكَ؛
فَيَجْفُلُ فِي اللَّمَسَاتِ الأَخِيرَةِ،
مُنْخَطِفًا بِالسَّمَاوَاتِ،
مُنْطَلِقًا فِي الأَعَالِي..!
وَتُكْمِلُ وَهْمَكَ، مُسْتَنْبِتًا رِيشَهُ
مِنْ صَمِيمِ خَيَالاَتِكَ الشَّاعِرِيَّةِ..
○☆○

كُوبٌ مِنَ الشَّايِ،
فِي آخِرِ الأَمْرِ،
هَذِي القَصِيدَةُ.. شَايٌ خَفِيفٌ
يُلاَطِفُهُ نَعْنَعٌ جَبَلِيٌّ شَفِيفٌ،
يُقَاوِمُ كَالشِّعْرِ،
كَالشُّكُلاَطَةِ سَوْدَاءَ،
كَالرَّكْضِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ،
جُرْحًا عَمِيقًا دَفِينَا..
يُطَارِدُ مَوْتًا حَقِيرًا لَعِينَا،
تَحُوكُ مَكَائِدَهُ امْرَأَةٌ،
حَوْلَ قَلْبِكَ، خَيْطًا فَخَيْطَا..
وَتَحْبِكُهَا بِمَهَارَتِهَا العَنْكَبُوتِيَّةِ المُرْعِبَةْ...!!!


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




كَبُحَّةٍ فِي النَّايِ..!
( 1.9k | 5 | 2 )
غَرِيبُ الخُطَى..!
( 1.9k | 0 | 0 )
أَنْتَ أَصْدَقُ مَا فِي دَمِي(●)
( 1.3k | 0 | 0 )
المَلاَعِينُ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
أَصَابِعُهَا..!
( 1.2k | 0 | 0 )
قَلْبُ العُرُوبَةِ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
أَهْرَقْتُهَا..!
( 1.1k | 5 | 0 )
كُنِ الْفَرَاشَاتِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ..
( 1.1k | 0 | 0 )
المَجْدُ للطَّعَنَاتِ..!
( 1k | 0 | 0 )
أُحَدِّقُ فِي مَفَاتِنِهَا..!
( 996 | 0 | 0 )
قَصْرُ العَدَالَةِ..!
( 980 | 0 | 0 )
شَكْوَى الْوَلَدِ الْفَصِيحِ..
( 920 | 0 | 0 )
نَعْنَاعُ ضِحْكَتِهَا..!
( 917 | 0 | 0 )
صباح الغواية
( 903 | 0 | 0 )
الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى..!
( 901 | 0 | 0 )
الذَّهَابُ عَمِيقًا، فِي الْأَشْيَاءِ..
( 870 | 0 | 0 )
جَسَدِي حَاكِمٌ دِكْتَاتُورٌ..!
( 841 | 0 | 0 )
تِيجَانُ الْعِشْقِ..
( 764 | 0 | 0 )
الموْتُ..!
( 719 | 0 | 0 )
كَالماسِ، في مَلَكُوتِ الأُبُوَّةِ (*)
( 704 | 0 | 0 )
كَأَنَّكَ زَرْقَاءُ قَرْطَاجَ..!
( 691 | 0 | 0 )
بِلاَدٌ مِنْ ذَهَبِ المَعْنَى..
( 686 | 0 | 0 )
تُعَانِقُهُ، شَبَقًا..!
( 668 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الحُرِّيَّةِ
( 660 | 0 | 0 )
اِنْتِصَاراتٌ صَغِيرَةٌ..
( 656 | 0 | 0 )
قَريبًا مِنْ أَسْوَارِ القَصْبَةِ..
( 647 | 0 | 0 )
قَدْ يُكَسِّرُ أَقْلاَمَهُ..!
( 638 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ لاَ يُصَدِّقُهَا أَحَدٌ..!
( 605 | 0 | 0 )
فِي قَبْوٍ يُسَمَّى.. وَطَنًا (●)
( 603 | 0 | 0 )
القِلاَعُ..
( 595 | 5 | 0 )
نَشِيدُ ابْنِ خَلْدُونَ..
( 592 | 0 | 0 )
تَسْتَضِيفُ شَمَالَكَ..
( 587 | 0 | 0 )
صَواريخُ غَزَّةَ..!
( 563 | 0 | 0 )
حَنِينٌ..!
( 537 | 0 | 0 )
أَنَا ابْنُ قَافِيَةٍ تَغِيبُ..!
( 527 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى..!
( 506 | 0 | 0 )
مَحْجُوبُ (*)
( 500 | 0 | 0 )
الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ..!
( 499 | 0 | 0 )