القَصِيدَةُ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ..! - المكي الهمامي | القصيدة.كوم

شاعر تونسيّ، وباحث جامعيّ في مجال الشّعريّة الحديثة (1977-)


1140 | 5 | 0 | 0




أَعْتَرِفُ، الآنَ،
أَنَّ القَصِيدَةَ كُوبٌ مِنَ الشَّايِ
مُزْدَحِمٌ بِعَوَالِمِهِ المُخْمَلِيَّةِ..
شَايٌ يَبُوحُ بِأَسْرَارِ عُشْبَتِهِ،
وَيُحَدِّثُ عَنْ كُنْهِهَا الخَاصِّ..
تَشْرَبُهُ بِتَلَذُّذِ نَشْوَانَ،
مُشْتَعِلاً بِالبِدَايَاتِ؛
تَسْتَرْجِعُ العُمْرَ،
فَاجِعَةً تِلْوَ فَاجِعَةٍ..!
وَتُجَمِّعُهَا كُلَّهَا فِي وِعَاءٍ،
{وِعَاءٍ كَبِيرٍ...!}
وَتُلقِي بِهِ خَلْفَ حُلْمِكَ..!
○☆○

تُصْغِي إِلَى مَطَرٍ دَاخِلِيٍّ أَلِيفٍ؛
وَلاَ تَشْتَهِي غَيْرَ أَنْ تَتَبَلَّلَ رُوحُكَ
{رُوحُكَ عَطْشَانَةٌ..!}
وَبِفَائِقِ حُزْنِكَ،
تَغْرَقُ وَحْدَكَ،
فِي مَاءِ أَحْلاَمِكَ الأَبَوِيَّةِ..
تَمْرُقُ مِنْ مَلَكُوتٍ إِلَى مَلَكُوتٍ،
لِتَرْتُقَ ثَوْبَ الحِكَايَةِ بِالرَّغَبَاتِ؛
وَتُورِقَ قَافِيَةٌ فِي بَيَاضِكَ..!
○☆○

فِي لَحَظَاتِ التَّجَلِّي،
تُقِيمُ حِوَارًا أَنِيقًا
مَعَ الكَائِنَاتِ الحَمِيمَةِ،
تَجْتَاحُ عُزْلَتَكَ الأَبَدِيَّةَ..
تَسْمَعُ صَوْتَ اليَمَامَةِ
مِنْ غَابَةِ اللَّوْزِ يَأْتِي عَلَى خَفَرٍ..
تَتَشَبَّعُ رُوحُكَ بِالصَّوتِ..
تُوشِكُ أَنْ تَحْضُنَ الطَّيْرَ بَيْنَ يَدَيْكَ؛
فَيَجْفُلُ فِي اللَّمَسَاتِ الأَخِيرَةِ،
مُنْخَطِفًا بِالسَّمَاوَاتِ،
مُنْطَلِقًا فِي الأَعَالِي..!
وَتُكْمِلُ وَهْمَكَ، مُسْتَنْبِتًا رِيشَهُ
مِنْ صَمِيمِ خَيَالاَتِكَ الشَّاعِرِيَّةِ..
○☆○

كُوبٌ مِنَ الشَّايِ،
فِي آخِرِ الأَمْرِ،
هَذِي القَصِيدَةُ.. شَايٌ خَفِيفٌ
يُلاَطِفُهُ نَعْنَعٌ جَبَلِيٌّ شَفِيفٌ،
يُقَاوِمُ كَالشِّعْرِ،
كَالشُّكُلاَطَةِ سَوْدَاءَ،
كَالرَّكْضِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ،
جُرْحًا عَمِيقًا دَفِينَا..
يُطَارِدُ مَوْتًا حَقِيرًا لَعِينَا،
تَحُوكُ مَكَائِدَهُ امْرَأَةٌ،
حَوْلَ قَلْبِكَ، خَيْطًا فَخَيْطَا..
وَتَحْبِكُهَا بِمَهَارَتِهَا العَنْكَبُوتِيَّةِ المُرْعِبَةْ...!!!




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




كَبُحَّةٍ فِي النَّايِ..!
( 1.8k | 5 | 2 )
غَرِيبُ الخُطَى..!
( 1.6k | 0 | 0 )
أَنْتَ أَصْدَقُ مَا فِي دَمِي(●)
( 1.2k | 0 | 0 )
المَلاَعِينُ..!
( 1.2k | 0 | 0 )
قَلْبُ العُرُوبَةِ..!
( 1.1k | 0 | 0 )
أَصَابِعُهَا..!
( 1.1k | 0 | 0 )
أَهْرَقْتُهَا..!
( 1k | 5 | 0 )
الأُبُوَّةُ رِيشَةُ فَاخِتَةٍ..
( 987 | 0 | 0 )
كُنِ الْفَرَاشَاتِ..!
( 950 | 0 | 0 )
أُحَدِّقُ فِي مَفَاتِنِهَا..!
( 946 | 0 | 0 )
المَجْدُ للطَّعَنَاتِ..!
( 945 | 0 | 0 )
قَصْرُ العَدَالَةِ..!
( 903 | 0 | 0 )
الحَيَاةُ مَكِيدَةٌ أُنْثَى..!
( 843 | 0 | 0 )
شَكْوَى الْوَلَدِ الْفَصِيحِ..
( 839 | 0 | 0 )
نَعْنَاعُ ضِحْكَتِهَا..!
( 815 | 0 | 0 )
صباح الغواية
( 788 | 0 | 0 )
جَسَدِي حَاكِمٌ دِكْتَاتُورٌ..!
( 773 | 0 | 0 )
الذَّهَابُ عَمِيقًا، فِي الْأَشْيَاءِ..
( 761 | 0 | 0 )
تِيجَانُ الْعِشْقِ..
( 694 | 0 | 0 )
الموْتُ..!
( 656 | 0 | 0 )
بِلاَدٌ مِنْ ذَهَبِ المَعْنَى..
( 623 | 0 | 0 )
كَأَنَّكَ زَرْقَاءُ قَرْطَاجَ..!
( 619 | 0 | 0 )
نَشِيدُ الحُرِّيَّةِ
( 607 | 0 | 0 )
كَالماسِ، في مَلَكُوتِ الأُبُوَّةِ (*)
( 607 | 0 | 0 )
تُعَانِقُهُ، شَبَقًا..!
( 607 | 0 | 0 )
اِنْتِصَاراتٌ صَغِيرَةٌ..
( 592 | 0 | 0 )
قَريبًا مِنْ أَسْوَارِ القَصْبَةِ..
( 576 | 0 | 0 )
فِي قَبْوٍ يُسَمَّى.. وَطَنًا (●)
( 551 | 0 | 0 )
قَدْ يُكَسِّرُ أَقْلاَمَهُ..!
( 546 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ لاَ يُصَدِّقُهَا أَحَدٌ..!
( 533 | 0 | 0 )
نَشِيدُ ابْنِ خَلْدُونَ..
( 529 | 0 | 0 )
القِلاَعُ..
( 524 | 5 | 0 )
تَسْتَضِيفُ شَمَالَكَ..
( 521 | 0 | 0 )
صَواريخُ غَزَّةَ..!
( 479 | 0 | 0 )
حَنِينٌ..!
( 464 | 0 | 0 )
الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ..!
( 436 | 0 | 0 )
مَحْجُوبُ (*)
( 430 | 0 | 0 )
كَمُعْجِزَةٍ تَتَعَرَّى..!
( 429 | 0 | 0 )
أَنَا ابْنُ قَافِيَةٍ تَغِيبُ..!
( 416 | 0 | 0 )