إحصائيات تقييم قصيدة "فلماذا لا أنتحر الآن؟!" لـ "طه الصياد"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "فلماذا لا أنتحر الآن؟!" لـ "طه الصياد"
فلماذا لا أنتحر الآن؟! 0
مشاركة القصيدة
أتفرجُ منْ شرفتيَ على العالمِ والعالمُ يمضي...
فلماذا لا أنتحرُ الآنَ؟!
قليلًا، أحيا
لا ألعبُ إلا دورًا عبثيًا
لا أملكُ إلا قهوتيَ اليوميةَ ودخاني
في الغالبِ، لا أملكُ حتى قهوتي اليوميةَ ودخاني!
أتلاشى، حادثةً عابرةً لا تشغلُ بالًا
أعرفُ نفسيَ- بالكادِ- وأعرفُ أنيْ- خطأً- ولدتني أمي
أعرفُ بيتيَ لكنّي أُخطئُ في العنوانِ ولا يعرفُني بيتي
ليْ أصحابٌ بالطبعِ، جميلونَ، ولكنّي وحدي!
...
...
في المصنعِ، كنتُ قريبًا منْ عمّالِ اليوميةِ والفنيينَ،
بعيدًا عنْ رأسِ المالِ!
...
وفي الشقةِ، كنّا اثنينِ فقطْ
اختبئا، في مترينِ، منَ العالمِ
ضدَّينِ ودودينِ
عدوينِ صديقينِ
صباحًا، نصحو ضجرينِ
وفي المعملِ، لا نتبادلُ غيرَ اللعناتِ
يقلّبُ في «رأسِ المالِ»
وأغرقُ في الأشعارِ
...
مضينا، كلٌّ في ناحيةٍ
وتركنا في الشقةِ ظلَّينِ حليفينِ اتحدا ضدَّ العالمِ والمصنعِ ورجالِ الأعمالِ
وسارا في خطِّ العمالِ
وحطّا كالطيرِ على الأسوارِ وطارا!
...
في المصنعِ، كنتُ قريبًا منْ عمّالِ اليوميةِ والفنيينَ
وفي الشارعِ، صاحبتُ الكناسينَ
وفي المقهى، أغوتني دائرةُ دخانٍ كي أتلاشى داخلَها!
...
...
يصحو، منْ غفوتِهِ، الميدانُ
يحدِّقُ في شعبٍ محتشدٍ- بالكاملِ- في ساحتِهِ
يشعرُ بالألفةِ- تدريجيًا- وسطَ الحشدِ
يشاركُ في أغنيةِ الثورةِ- كالثوارِ تمامًا
وتلوّحُ يدُهُ العرقانةُ بالأعلامِ
وبعدَ قليلٍ، ينطلقُ رصاصُ القناصينَ
فيفتحُ للقناصينَ ذراعيهِ
(يصدُّ عنِ الثوارِ)
وبعدَ قليلٍ، يقنصُهُ الثوارُ منَ الخلفِ ويبتعدونَ
فيسقطُ ثانيةً في غفوتِهِ
لا شيءَ سوى حصتِهِ منْ قمصانِ الشهداءِ على الصدرِ العريانْ!
...
يقعدُ في خيمتِهِ الميدانْ
أحلمُ أنْ أسقيَهُ منْ كفيَ
أطعمَهُ في فمِهِ
وأهدهدَهُ في حضني
وأقصَّ عليهِ حكاياتِ الثوارِ
وألبسَهُ، في الليلِ، بيجامتَهُ الحمراءَ
أطيّبَ خاطرَهُ وأقولَ لهُ: «لا تشغلْ بالكَ بالثورةِ ثانيةً
نمْ في خيمتكِ ولا تفتحْ للثوارِ إذا عادوا
لا تنشدْ، للحريةِ، مما تحفظُ منْ أشعارٍ وأغانٍ
سوفَ ألمُّ دماءَ الشهداءِ وآتيكَ، على عجلٍ!
لا تسهرْ، يا بنَ الناسِ، وحيدًا، في الخيمةِ، تبكي!»
...
...
كنتُ «الآخرَ»- عامَ الخدمةِ...
-في أكشاكِ الأمنِ وفي أبراجِ القناصينَ-
الجنديّ الخائفَ منْ أنْ يفرغَ يومًا، نصفَ ذخيرتهِ، في صدرِ أخيهِ
رفاقيَ- في أكمنةِ الجيشِ شمالي سيناء- ضحايا هجماتٍ متكررةٍ
وسلاحي أقربُ لي منْ أهلي
والخوذةُ في رأسي
وأراقبُ ظلَ الشمسِ وظليَ- في أرضِ الطابورِ
أفي الخدمةِ، كنتُ "أنا"؟!
...
ينعسُ بينَ الماشيةِ
يقولُ، إذا انعكستْ صورتُهُ في النهرِ، لصورتِهِ في النهرِ:
«تمامًا، لا أرغبُ أنْ أتركَ دارَ أبي أو أتركَ «جرجا»
في «جرجا» لي أمٌ وأبٌ
في «جرجا» لي دارٌ وأقاربُ
في «جرجا» قد تعشقني امرأةٌ ما
في «جرجا» يوميَ مفتوحٌ بينَ النهرِ وأميَ والماشيةِ
كبابِ الدارِ على مصراعيِهِ ومندفعٌ كالشلالِ تمامًا
وبسيطٌ كضيوفِ الدارِ !»
وكانتْ «جرجا» تملأُهُ- كقصيدةِ شعرٍ تملأُ شاعرَها!
فلماذا تركتْ «جرجا» «بدرًا» يمضي؟!
...
يدخلُ في «الأفرولِ» سريعًا
وسريعًا، يركضُ حتى أرضِ الطابورِ
ومنْ أرضِ الطابورِ إلى الخدمةِ، يركضُّ
-بينَ السجنِ وبرجِ البوابةِ-
كانَ إذا نعستْ، في الخدمةِ، عيناهُ قليلًا..
يتذكرُ «جرجا»
وسريعًا- يرتدُّ إلى خدمتِهِ
يتشبَّثُ بالرشاشِ الآليّ سريعًا لكنْ لا ينسى «جرجا»!
...
- يا «دفعةُ» منْ أينَ وما اسمُكَ؟!
-منْ «جرجا» واسمي «بدرٌ» هلْ تعرفُ «جرجا»؟
«جرجا» برجُ حمامٍ وأنا فرخُ حمامٍ، ما شأني والكاكيُّ أنا؟!
«جرجا» فرنٌ وأنا حطّابٌ، ما شأنيَ والكاكيُّ أنا؟!
«جرجا» ماءٌ وأنا جرةُ ماءٍ، ما شأنيَ والكاكيُّ أنا؟!
«ومتى سأعودُ إلى «جرجا»؟!»
في العنبرِ- وهْوَ يفكُّ رِباطَ بيادتِهِ- يسألني
ويتمتمُ: «ياربُّ، أعدني ياربُّ إلى «جرجا»!»
...
عادَ إلى «جرجا»، في الليلِ، وسترتُهُ الكاكيةُ حمراءُ
وغارقةٌ في الأحمرِ «جرجا»!
فلماذا تركت «جرجا» «بدرًا» يمضي؟!
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)