لماذا لا أختارُ رفيقي؟ - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


473 | 5 | 0 | 0





خُذ عني هذ النايَ
فإن العزفَ الليلةَ يَجرحُني،
خُذ عني فِنجانَ القهوةِ هذا
فالسَّهرُ الليلةَ يَجرحُني،
خُذ عني مَرقَديَ
فإن النومَ الليلةَ يَجرحُني،
خُذ مني الليلةَ، وارحلْ
فالليلةُ مِثلُكَ يا حُزني تَجرحُني..

وسيَجرحُني أن أجلسَ وحْدي؛
فاترُكْ بابَ الغرفةِ مَفتوحًا،
حتى أخرُجَ خلْفكَ أبحثُ عنكَ
وعمَّا يّتفنَّنُ في أن يَجرحَني.

هذا يبدُو عبثًا في نَظركَ،
لكنّ الروتينَ قَميءٌ
حتى رُوتينُ الحزنِ،
مُصاحبةُ الأحزانِ الجاهزةِ تُعكِّرُ صَفوِي،
ولذلكَ أَبعِدْها عني
حتى أكسرَ هذا الروتينَ
وأخرُجَ مِثلَ الصيادينَ ألاحقُها، وأعودُ بأُخرَى؛
ما أجملَ أن أَشبَعَ مِن حزنٍ قَطَفتهُ يدايَ!
وأن أتجرّع حُزنًا عصرتْهُ يدايَ!
وأن تَسقُطَ مُجهَدَةً مِن قسوةِ تصنيعِ الحزنِ يداي!

يَنقصُني أن يُشْبِهَني مَن سيشاركُني هَذِي الجدرانَ،
وما دامَ الحزنُ رفيقًا أبديًّا في هذا الزمنِ الغُرفةِ
فلماذا لا أختارُ رفيقي؟!

خذ أغراضكَ وارحلْ،
وكما تَعلمُ
مَن هُم مِثلي:
مَن يبتهجون كثيرًا
من يَبكون كثيرًا
ويُحبون كثيرًا
ويُجافون كثيرًا
لا يَرضَونَ بمُنتصَفِ الأشياءِ،
فحينَ سأَجمَعُ أغراضًا أخرَى، كي ألقاكَ بها،
سيكونُ مُِهمًّا لي ألَّا تَتلَفَ قبْلي؛
ستَصيرُ رفيقًا محبوبًا ونبيلًا،
هذا أجملُ مِن أن تتقاذفني أحزانٌ لا أَعرفُها..
أجملُ مِن أنْ أهلَكَ مراتٍ وأنا لا أدري،
كي لا أتفاجَأ في كل هلاكٍ أني سأعيدُ الموتةَ
مِثل ضحيةِ سِينِما
لكنَّ الفَرقَ هنا أني لستُ أُمثِّلُ مَوتي.

صدقْني يا حزني
أفضلُ لي ولرُوحي الهَشَّةِ
أن ترحلَ كي أجعلكَ عظيما وقويا.. ووحيدا مِثلي،
فإذا عُدتَ لقتلي تتذكر أني مَن صَنَعكَ،
وإذا حانتْ ساعتيَ
تكونُ شريفا وتُصارحُني بالطعنةِ..
وبذلكَ لن أتفاجأَ حين أموتُ.

أنا أعرفُ أنك تتفهَّمُني يا صاحبَ عُمري،
ساعِدني الآن وقُمْ..
خُذ أغراضِي الرُّوتينيَّةَ وارحلْ عني،
لكنْ مِن فَضْلِكَ.. لا تَغضبْ مني،
واترُك بابَ الغرفةِ مفتوحًا.




الآراء (1)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)