لَا ظِلَّ إلَّا مَا أَرَى.. لَا شَمْسَ إلَّا مَا تَغِيبُ - محمد حلمي الريشة | القصيدة.كوم

شاعر وباحث ومترجم فلسطيني، صدرت له عشرات الكتب الشعرية والنثرية والدراسات والترجمة


378 | 0 | 0 | 0



1.
خَلَلٌ هُوَ الْقَصَصُ الْأَخِيرُ
تَشَتُّتٌ أَعْمًى لِمَا بَعْدَ انْفِصَالِي عَنْ جُذُورِكِ
بَيْنَ سُنْبُلَةٍ وَنَخْلَةْ..
هَلْ تَكْتُبُ النَّارُ الْوَصِيَّةَ هِجْرَةً أُخْرَى
إلَى مَا يَنْثَنِي أَرْضًا،
فَتُصِيبُ مَا شَاءَتْ مِنَ الْجِلْدِ/ الثِّمَارْ
يَنْمُو عَلَيْهَا الطَّيْرُ مِنْ بَعْدِ الْخُرُوجْ؟
لَا تَكْتُبِي الْبَابَ الْأَخِيرَ،
وَتُوصِدِيهِ عَلَى غِلَافِ الْقَلْبِ،
أَوْ سِعَةِ المَنَازِلْ..
لاَ تُغْلِقِي عَيْنِي عَلَى مَا أَظْهَرَتْ،
أَوْ أَبْدَعَتْ
هذِي الْخَرَائِبُ جَنَّةً صُغْرَى بِأَوْتَارِ المَفَاصِلْ..
هِيَ جَنَّتِي أَحْلَى مِنَ اللَّوْنِ الرَّمَادِيِّ الَّذِي يَنْمُو سَمَاوِيًّا
قَدْ شَابَ رَمْلُكِ، وَانْحَنَيْتِ
قَمَرًا خُرَافِيًّا
سَرَابِيًّا أَتَى حَتَّى انْتَهَيْتِ.

2.
لَيْلٌ طَوِيلٌ فِي فَضَاءِ الْعَيْنِ
فِي زَبَدِ السَّوَاحِلْ
هَلْ أَنْتِ فَاصِلَةٌ هُنَاكْ؛
بَيْنَ الشِّفَاهِ وَصَوْتِهَا المَصْلُوبِ فِي وَطَنِ المَفَاصِلْ؟
النَّخْلُ يَمْضِي بَاسِقًا فِي الرَّمْلِ
يَنْكَسِرُ السَّعَفْ،
وَأَطَالُ مَا لَا يُسْتَطاعُ مِنَ الْعِنَاقِ المُرِّ
أَشْرَبُ رِقَّتِي حِينًا
وَحِينًا لَا أُوَاصِلْ..
هِيَ قَدْ رَمَتْكَ بِدَائِهَا، وَهَوائِهَا السَّادِيِّ
أَسْكَرَتِ الْحَدَائِقَ مِنْ لُعَابِ المَوْتِ
- كُلَّ الْوَقْتِ-
فَانْفَرَطَتْ لَدَيْهِمْ
أَزْهَارُهَا الْبَيْضَاءُ فِي لَحْدِي مَعَاقِلْ.

3.
غَيْمٌ خِلَالَ المَوْجِ يَسْتَرِقُ الْخَلَايَا
قَوْسُ الْجُنُونِ/ الرِّقِّ يَرْشُقُ سَهْمَهُ الْوَحْشِيَّ
- مَذْعُورًا-
وَيَنْتَفِضُ الْجَسَدْ؛
بَوَّابَةً لِلَّوْنِ يَعْلُوهَا النَّشِيدُ
النَّرْجِسُ الْبَرِّيُّ
ذَاكِرَةٌ لِأَطْفَالِ الْوُرُودِ
اللَّهْوِ
عُشْبُ السَّاعَةِ المُلْقَاةِ فَوْقَ النَّحْرِ
أَيُّهُمُ يُفَتِّشُ عَنْ خَلَاصِ الْهِجْرَةِ الْأُخْرَى لِيَبْقَى؟
طَغَتِ الْأَمَاكِنُ وَاسْتَقَرَّتْ فِي جِهَاتِ الْمِلْحِ،
وَالْوَطَنِ الَّذِي يَبْدُو بَعِيدًا
أَوْ قَرِيبَا..
هَاجَ فِي صَدْرِي غَرِيبَا؛
شَوْقُهُ المُلْقَى عَلَى لَحْمِي الْأَخِيرِ
سَحَابَةً لِلْعِطْرِ
نَافِذَةً لِأَوْسَعِ مَا أَرَى
سَفَرًا يُطَأْطِئُ خَيْلُهُ صُبْحًا/ مَغِيبَا..
خُذْنِي إِلَى مَا أَشْتَهِي
هذِي قِفَارُ الْبِيدِ أَضْحَتْ
ضَحْكَةً جَوْفَاءَ مِنْ نَبْعِ الْحَيَاةِ، وَأَهْلُهَا بَشَرًا كَئِيبَا.

4.
لَا ظِلَّ إِلَّا مَا أَرَى
لَا شَمْسَ إِلَّا مَا تَغِيبْ..
دَخَلَتْ مَجَاهِيلَ الشِّرَاعِ بِهَدْأَةِ الْأُنْثَى،
وَأَبْقَتْ لَحْمَهَا
مَا ظَلَّ إِلَّا مَا يُعِيبْ..
هِيَ كِسْرَةٌ فِي الْأَرْضِ
تَفْتَرِشُ الْحِصَارَ عَلَى تَخَوُّفِهَا
وَتَفْتَرِسُ النَّدَى
هِيَ قِطَّةٌ حَجَرِيَّةُ الْعَيْنَيْنِ
وَالشَّفَتَيْنِ
وَالْقَلْبِ
انْدِفَاعُ الشَّهْوَةِ الْحُمَّى، عَدَا
مَا تُفْرِزُ الشَّهَوَاتُ مِنْ حُمَّى الْبَلَادَةِ
أَوْمَأَتْ لِلرَّأْسِ يَرْسُو
قُرْبَ أَقْدَامِ الْعُرُوشِ،
وَهَيَّأَتْ لِلصَّدْرِ طَلْقَتَهُ فِدَى
مَا يَحْمِلُ الْبَحْرُ المُخَضَّبُ مِنْ جَرَائِمِهِمْ،
وَلَاذَتْ لِلْبِغَاءْ؛
وَثَنِيَّةٌ جَعَلَتْ سَرِيرَ بِغَائِهَا جُثَثًا مُشَوَّهَةً
يُكَاشِفُها الْعَرَاءْ..
...
لَا ظِلَّ يَبْقَى فِي تَوَسُّدِهِ الْقُصُورَ
مُطَاوِلاً سُحُبَ النَّخِيلِ
وَلَيْسَ يَفْتَتِحُ السَّمَاءْ.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)