يفكّر فيك - محمد الهادي الجزيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ تونسيٌّ (1962-) منتبهٌ منذ زمنٍ إلى خصوصية الصوت والفكرة.


1670 | 0 | 0 | 0




يفكّر فيكِ ويفعل ما لا يريدْ
يكرّر أنّات من سبقوه إلى قبضة العشق
ينسخ أيّامه مجبرا
ويسير إلى قبره في زحام العلاقات
مستوحشا ووحيدْ

يفكّر فيك
ويروي على عجل ظمأ السفهاء إلى ذِكره
يدرّبهم من بعيد على ذمّه من ... بعيدْ

يفكّر فيك
ويرضى على مضض
أن تقاسمه الكلمات الحنينَ إليك
ليحفظ جذوة حبّك في عهدة الكلمات
وكي تتحوّل كلّ الحروف سعاة بريدْ
فإن مات دون الوصول إليك
سيجتاح ذاتك هذا النشيدْ

يفكّر فيك
ومن هامش الغابة المدنيّة ، حذو الغياب الأخير
وغير بعيد عن التبغ والكأس
يوصيك خيرا بساقيْك
لا ترفعي عنهما الثوب إلاّ قليلا
لكي لا تصابا بنوبة برد
وخشية أن تبصرا عينَ ذئب بليدْ

يفكّر فيك
ويرجوك أن تُحكمي غلق كلّ النوافذ
في وجه ليل الشتاء
وأن تذكريه قليلا
إذا ما اختليت بقامتك الوطنيّة
تحت جناح الغطاء السعيدْ

يفكّر فيك
ويسأل عنك غموض السلالات
هل جئت من رحم مثلنا
أم تدلّيت من فكرة في أعالي القصيدْ
لعلّك بدعة ربّ جديدْ

يفكّر فيك
ويضحك في سرّه
كلّما سألته المدينة:
ــ فيما تفكّر؟.
والحال أنّك عابقة حوله... في رحاب الشرودْ

يفكّر فيك
أبا صالحا ونديما شقيّا
وأثناء غفوته في مدار التعبْ
يفكّر فيك
وهل في التنفّس أمر عجبْ
يفكّر فيك
......................
تُرى لمَ تضحك حيطان حجرته
والقصيدة والليل دون سببْ؟.
لديكارت أتباعه
ولعبدك حريّة المعتقدْ
وقد خطّ منذ قليل على دهشة الورقةْ
// أفكّر فيك فإنّي السعيدْ //






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: