أرتميدا - محمد الهادي الجزيري | القصيدة.كوم

شاعرٌ تونسيٌّ (1962-) منتبهٌ منذ زمنٍ إلى خصوصية الصوت والفكرة.


2005 | 0 | 0 | 1



(تقول إحدى الأساطير الإغريقيّة إنّ الأمير "أكْتِيون" خرج للصيد مع بعض رفاقه، وحين رغب في أخذ قسط من الراحة، نأى بنفسه بعيدا عن الرفاق بحثا عن مكان بارد، فقاده حظّه العاثر إلى كهف تستريح فيه ربّة الصيد أرتميدا، فاطّلع دون قصد على جمالها الإلاهيّ، فمسخته وعْلاً ونهشتْه كلابه المصاحبة له حتى الموت)

كذبوا عليْ
عمدا أنا خلّفتهم في الظلّ
يقتسمون محصول المديح
وينثرون حبوب منع الحمل في رحم القصيدهْ
خلّفتهم في صدر كلّ وليمة
وولجت وحدي غابة الأسماء والأشياء
تسبقني حروفي النابحهْ
وهتاف روحي: أرتميدا … أرتميدا … أرتميدا

يا غاية المسكون بالصبر الجميل وبالعناد
أربّة للصيد أنت؟
عشقتُها
وحسدت عاشقها الفتيّ على هلاكه في عرين بهائها
أم أنت أنثاي القديمة ؟
أم جواب لم أجده عند أهلي ؟
أم إلاه ضاع منّي ؟
أم بلادي ؟
أرتميدا .. أرتميدا

هل أنت ما يصبو إليه الشاعر المفتون بالكلمات
أم أنت اتحاد هواجسي وحرائقي ورياح روحي
واجتماع محرّمات الله و السلطان في امرأة
تجلّت ذات ليل من كتابي
ارتدتْ رغباتيَ الحمراء
واندسّت عميقا في دمي
حتّى غدت سبَبًا عنيفا للكتابهْ
أرتميدا .. أرتميدا

ها إنّني في غابةِ الأسماء والأشياء
أبحث عن مُسَمَّى..كم أحبّه
كم أتوق إلى عناقه
غير أنّي لا أعي بالضبط ما هو.
كلّ ما أدريه أنّه جامع لأناي في لغة جديدهْ
أنا لا أعي بالضبط ماهو
علّه حرّيتي
أو ثورتي الكبرى على أهلي وأغلالي العديدهْ
أو رغبتي في خلق أنثى
واللجوء بكلّ أوجاعي وأسئلتي إليها

كلّ ما أدريه أنّي موغل في العشق والشجن الكثيف
ومثقل بأحبّتي وبما تساقط من حياتي
أرتميدا.. أرتميدا
لكأنّني في غابة الأسماء والأشياء
أبحث عن طفولتيَ البعيدهْ
عن قطّة هي أنت يا قنّاصة الأرواح
يا نبضي وحمّاي الشديدهْ
يا عشبة النبع القصيّ
ورعشتي في جدول السنوات
يا جوعي ويا ظمئي ويا لغتي العنيدهْ

كذبوا عليْ
لم أشف منك
و ما خرجت لصيد شيْ
فأنا الطريدة جئت أبحث في ظلال طفولتينا
عن بهاء صادني
ومضى بعيدا زاهدا في عقد دمعي
جئت أبحث عنك يا جرح النبيْ

إنّي أحبّك منذ كان جدار بيتك عالقا بجدار بيتي
كنت لي
والأرض كانت لوحة لرسوم قلبي
كنت لي.. مازلت لي
وإن اختفيت وراء أشجار الغياب
أتذكرين طلوع وجهي في طقوس عناقنا
وغروب صوتي ؟
كنت لي..مازلت لي
وإن انتهينا شاعرا وقصيدةً

لك قطعة الحلوى ولي فمك …. اتّفقنا
نلتقي أبدا هنا
في ضفّة اللغة .. اتّفقنا
اِتبعي نزقي إذن
فقد ادّخرت لك الأنا ..أو بعضها
بل كلّها
بجنونها وجموحها وصهيلها
وكسرت قبل لقائنا حصّالتي
لنطير في أرجوحة
ونصيح من فرح وخوفْ

ها نحن فوق الحيّ
فوق الناس والأيّام نبصر كلّ شيءْ
لا تسألي دمعي عن السور القديم
أنا أراه
وإن أزالته السنون
أنا أراه فلم نزل طفلين بعد
نطير في أرجوحة ونصيح من فرح وخوفْ
لن تكبري ما دام بي هذا الحنين
ولن أصدّق أنّ هذا الأبيض المندسّ في صدغيّ شيبي
لن أصدّق غير أغنيتي وقلبي
فامرحي في غابة الأسماء والأشياء
واختبئي شهورا أو دهورا خلف أشجار الغياب
وفي شرودي
أنت أنثاي القديمة دون ريب
عشبة النبع القصيّ
ورعشتي في جدول السنوات أنت
وأنت ما يصبو إليه الشاعر المجنون من خلق جديد

فلتكوني بدعتي الكبرى
‘خلاصة ما اشتهاه الطفل… ابن الأربعين
وما اشتهاه الأهل من نار وماء في دروب التيه
كوني فكرتي الحبلى بفتنتها وبي
كوني جموح الروح بالكلمات والأطياف والأشكال
كوني وردتي في الريح
يانعة وعابقة وغير متاحة أبدا
لكفّ الموت
كوني أرتميدا: وحدة الرغبات والأنثى القصيدهْ ‘

يا طينتي المثلى أطيعيني و كوني
لا تبالي بارتكابي واستمرّي في التشكّل
إنّني في ذروة التكوين أبكى من حبوري
كيف لا وأنا أجمّع ما فقدت وما خسرت
وكلّ ما تهفو إليه النفس
في امرأة تجلّت ذات ليل من كتابي
لم أجد أنثى تليق بغربتي
تحوي القصيدة كلّها
ومحرّمات الله والسلطان والموتى
تكون جديرة بزوال ذاتي في سبيل بهائها

ولذا سأنفخ فيك من روحي وعصري
كي تكون على يديك نهايتي
فأنا وُجدت لكي أؤسّس قِبلة للعشق
تنهشني مفاتنها
فأسقط حذو معجزتي
وأفنى في محبّتها….. وتبقى
أرتميدا.. أرتميدا

أرتميدا.. أرتميدا
ها إنّنا في هامش الدنيا الجديدةِ
خالق دامي الحواس
وطينة مُثلى على وشك التثنّي
فاسمعيني قبل أن تتجسّدي حمّى
وتنهشني مفاتنك … اسمعيني
يا حصيلة حرقتي و تملمُلي في زحمة الموتى
وفي أوراقيَ البيضاءِ
يا قلقي وأوجاعي اسمعيني

لم أجد أنثى تليق بغربتي
فتبعت أغنيتي وقلبي
لست أوّل من توغّل في العنادِ
ولست آخر من سيعلي من حطامه غيمة ويموت فيها
كافرا بذباب عصره والدمى

لا … لن أصدّق غير أغنيتي وقلبي
لست هذا الكائن المدفوع من رحم إلى قبر
أنا كلّ الذين توغّلوا في العشق و الأحزان قبلي
والذين سينبعون من اليباب
ولستِ وهْمًا، أنت معجزتي الفريدهْ
فتوهّجي
يا ربّة الصيد القديمة في ملامحك الجديدهْ



عيناك ممعنتان في خنقي
وما أتممت خلقك بعد
اِنتظري اكتمالك كي تكون على يديك نهايتي
أشهى وأبهى
أجّلي قتلي فإنّي ما قصصت عليك حُزنِيَ بعد
ما كذّبت طابور الرواة
وهضبة الكتب القديمة والحديثة
فاتركيني أنحت الحمّى وأهذي بالحقيقة
اِرفعي عينيك عنّي واسمعيني

لست ما أبدو
أنا كلّ الذين توغّلوا في العشق والأحزان قبلي
والذين سينبعون من اليباب
نفذت في أدغال "كِيثيرون" وحدي
والرواة جميعهم كذبوا عليْ
لم أنطلقْ للصيد
بل طفحتْ بحبّك مهجتي
فكسرت كأسي وانسلخت من الجواري
واقتحمت الغابة الدكناء
تسبقني كلابي النابحهْ
وهتاف روحي: أرتميدا.. أرتميدا

كذبوا عليْ
ما كنت أبحث عن مكان بارد أو نبع ماءْ
لو كان بي ظمأ لَعُدت إلى الندامى والجرار
أو الْتَفتُّ إلى نسائي المائعاتْ
لو كان بي تعب لَنِمْت على التراب
وقلت: يا أرض ابلعيني
كي أموت على الحياةْ

كذبوا علي ْ
عمدا أنا صوّبت خطوي نحو كهفك
وانقضضْتُ على بهائك بالنظرْ
فترنّحت عيناي فيك
وأنت عارية من الكلمات يا امرأة الحكايا
كم حسدت الخادمات
وهنّ يستقبلن عريك بالأنامل والأغاني
كم حسدت النهر لمّا ضمّ قدّك
واختلى به في لحاف الماء
لم أستثن من حسدي النسيم
وما تدلّى من غصون في سرير الماء
والشمسَ التي دسّت أصابعها عميقا في حرير الماء
والحجرَ الذي عرف الهوى فاخضرّ
الحجرَ الذي قضّى دهورا في انتظارك تحت سطح الماء
كي تطئيه مرّهْ

كذبوا علي ْ
ما انتابني الفزع الذي وصفوه
لكنّي شهقت
ككلّ مولود يرى الدنيا تحدّق فيه
كم كذب الرواة على البهاء وعاشقيه.
لمحْتِنِي فمسختني وعْلا لتنهشني كلابي
هكذا زعموا
وما فتكَتْ بذاتي غير بسمتك التي أطلقتِها صوبي
وفي إثري إلى الأبدِ

لمْ أرضَ بعد عليَّ
وجهك ليس مفترسا تماما
قاتل هُوَ
غير أنّي لست مقتنعا بما نحتتْ يدي
إذ أنّها ارتجفت طويلا
عندما انسابت إلى الشفتين
قد حدّقتِ فيها
عندما انسابت إلى الشفتين
فانْدلعت بها الحمىّ
وذاب الشهد
سال الشهد منها
في اتجاه الصدر
فالقدمين

الفوضى أنا
والارتباك مساعدي الأعمى
وأنت القصد والمعنى
فيا قصدي ومعناي … ارفعي عينيك عنّي كي أُتمّك
اِرفعي عينيك عنّي واسمعيني
لست ما أبدو
أنا حشد من العشّاق
ينتقلون عبر سلالة العشّاق
من ذات إلى أخرى

أنا الطيف الذي لجأت خطاه إلى خيام البدو
في ليل قديم
واستضاء بنور وجهك لحظة
لمـــّا تناول من يديك التمر والذكرى
أنا الضيف الذي آواه أهلك في الخيام
وفي المنازل والقصورْ
وأنا المغنّي
من دهور قال لي مولاي : غنِّ
ففاض دمعي فاضحا أمري لديه
وأنت بين يديه
تنتظرين شدوي كيْ يتمّ لكِ الحبورْ

هل تسمعين بحقّ ما بيني وبينك
ضجّة العشّاق في حلقي
وهم يتدافعون ويصرخون: أنا… أنا ؟
أحتاج آلاف السنين وألف ألف فم
لأنقل بعض ما فعل الحنين بهم
ويعبرَ بعضهم صوتي

أنا الراعي
رأيتك في جبال الثلج طافرة
فذاب القلب
واتّخذ الهوى مجرى

أنا الغازي
فتحت عواصم الدنيا
ويوم همست لي: أهلاً
عرفتُ على يديك هزيمتي الكبرى

أنا الشيخ الضرير
مسكتِنِِي بيد الغواية من يدي
وعبرت بي
ما لست أدري
هل عبرت بجثّتي حلما ترى؟
أم جنّة الرحْمان… أم ماذا ؟
لماذا بعد أن أحييتني
سلّمتني ليد الحنين
يقودني نحو الهلاك

أنا زير النساء
جمعت في دهليزيَ السرّيّ: ذاكرتي
حرائقَ لم تُثر خَبَرا ولا شكّا
مفاتن لا تُطال ولا يُطاف بها
فواكه سيّدات السيّدات
وسيّدات الخادمات
وخادمات السيّدات
وما تساقط من قريبات وجارات
ومن قطط الحدائق والمقاهي والزوايا
لم أحبّ سوى التي تأتي
لأقضمها وألقيها بعيدا
لم أحبّ سواي قبلَكِ
قبل أن تتغلغلي كالخنجر المسموم في ذاتي

أنا الجار الرصين… أبو العيال
مررتِ بي
فعجبتُ كيف غَدوْتِ ريحا بغتة
ولعنتُ شيطاني الرجيم
وقلتُ: ‘ يا ربّي أجرني من غرام الأربعين
ولم يُجِرْنِي
متُّ يوم رحيلك المشؤوم منعقد اللسان
وكنت منقبض اليدين

أنا الشرطيّ والصعلوك والمتسوّل الملحاح والرجل الثريّ
ونادل المقهى الخدوم
أنا جميع الجالسين وكلّ من مرّوا بمقهى
أيّ مقهى أنت فيه
أنا المراهق… بائع الورد الحزين
رفقتِ بي فقطفتِ روحي
ثمّ ملتِ إلى كتاب تحضنينه
ليتني كنت الكتاب بما احتواه وما عليه

أنا ابن عمّك
وابن حارتك القديمة
وابن بلدتك المقامة في الشمال وفي الجنوبْ
وأنا الفتى…
اِبن السبيلِ
أنا الغريب… أنا الغريبْ
غادرتُ كلّ بداوة وحضارة في الأرض
ملتفتا إليك
وأنتِ فيَّ وبين طيّات الدروبْ

متغطرسٌ يا أرتميدا قدّك المجبول من لغة الغريبِ
وشهوة الزاني وذاكرة المفاتن والطيوب
نحتُّه بفمي ونار أناملي
ويكاد أن
وأكاد أن
لكنّني سأتمّه
لأموت بين يديه مكتمل الذنوبِ
............................
متغطرسٌ هذا العزيز
يعيقني بدلاله الملكيّ عن إتمامه
يختال فوق بياض أوراقي
ويهطل في سكون الليل بالضحكات
يدنو ثمّ ينفر
ثمّ يدنو ثمّ ينفر في انثناء موجع
ليعود من أقصى النفور إلى مدار يديَّ
تمثالا مشرّعة يداه كالصليبِ

نزعتُ عنكِ القوس والثوب القديم
وصغتُ وجهك من شرودي
وانحدرت بكلّ ما في النفس من شغف
فغطّى التوت والريحان مجراي… انحدرت إلى مصبّ لي
....................
ثمّ طفت بقدّك الناريّ
أصقله فيجرحني فألثمه فيذبحني فأمنحه شحوبي
ربّةً للصيد كنتِ
وصرتِ ذاكرة المفاتن والطيوبِ
جمعت فيك نساء قلبي
منذ كان بصدر طفل
لا يعي ما الأربعون ولا يخاف من الغروبِ

جمعت فيك محرّمات الله والسلطان والموتى
فيا حريّتي انتظري اكتمالك
كي تكون على يديك نهايتي أبهى وأشهى.

لست أنثى.. أنت أكبر
أنت فرصة خالق قلق
يحاول ما ترينه من جنون
أنت صفعة شاعر للريح والزمن العجيب
فطاوعيني كي أتمّك
اُتركيني أنحت الحمّى وأهذي بالحقيقة
اِرفعي عينيك عنّي واسمعيني

لست ما أبدو
أنا كلّ الذين توغّلوا في العشق والأحزان قبلي
والذين سينبعون من اليباب
أنا .. أنا
لا بل أنا.
هل تسمعين صياحهم في ضيق حلقي؟
الكلّ يرغب في الحديث إليك
في تحرير آهته الحبيسة
في البكاء على يديك وفي العواءْ

فمتى أقصّ عليك حزني
كلّهم ضدّي وأوّلهم أخي
وأنا أحبّك رغم ما بي
رغم أغلالي وأثقالي وأتعابي
أحبّك رغم ما بي
رغم ما فعلوا بأحلامي وأعصابي
أحبّك رغم ما بي
رغم نزْفي في زحام مشاغلي وحصار أضدادي
أحبّك رغم أنّي متّ يوم سقوط بغدادي
أحبّك والرواة جميعهم كذبوا عليْ

كذبوا عليْ
وتزاحموا حولي لأنسى أنّني وحدي
وأنسى أنّهم ليسوا رفاقي
أين منهم ما تضجّ به البنفسجة المحاطة بالطحالبِ
أين منهم غيمتي و مدار أغنيتي
وإن كانوا سياجا لي
أقاسمهم على مضض زماني
أين منهم ما اجترحت من المعاني
أين منهم ما أضمّ وما أُعدّ وما أرى

هم باعة متجوّلون
دوابهم أهلي
بضاعتهم بلادي
باعة متجوّلون
تركتهم في الظلّ يقتسمون محصول المديح
ويملأون بطونهم بحروف اِسْمي والعلفْ
كم حاولوا أن يقتفوا أثري لمحوي
واكتفوا كرها
بمضغ حروف اِسْمي في الزوايا والغرفْ

لن يقدروا أن يقتفوا آثار حزن جامح
لن يقدروا أن يقتفوا أثر التحامي بالمنارة
وهي تسقط
وامتزاجي بالدم المسفوك في غيمات أهلي
وانصهاري في غياهب نقمتي
لن يقدروا أن يقتفوا أثر ارتفاعي بالكلام إلى كلامي.
باعة متجوّلون
تعلّموا كلّ اللغات وما استطاعوا نسخ ظلّ قصيدتي
سيحاولون مُجَدّدا
وسيخسؤون ويقنعون من الغنيمة بالأسفْ
فأنا الألِفْ

كذبوا عليْ
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….

……………………………….. كذبوا عليْ
……………………………………………………………..
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….
……………………………………………………………….
…………….. كذبوا عليْ

كذبوا عليْ
لم أنقطع عن خلقك الشعريّ من ملل ولا كلل
وما جفّت يدايَ
وما تركتك للغبار طوال أعوام
لأصطاد الدمى وأعبّ حانات القفارِ
فقط هرعتُ إلى دمي
لأكون درعا في مواجهة المغولِ
ظننت أنّي أستطيع
وما استطعتُ سوى الذهول
ظللتُ أطلق في اتّجاه الريح لاءاتي
وأبكى خفية أبهى الخيولِ

ظننت أنّي أستطيع
وما استطعت سوى اللجوءِ إلى متاهات الكحول
فكلّ من في الأرض ضدّ دمي النبيل
جميعهم ضدّي وأوّلهم أخي
فترفّقي بالشاعر المهزوم
كفّي عن حيادك وانصريني
أنت آخر قلعة في الأرض
فانفتحي لإنساني وأحزاني وعشقي من جديد
لن تكون نهايتي مُثلى على أيدي القبائل والمغولِ




رجعتُ يا حبّي فليني
كي أحقّق ما أريد
وما أريد سوى الجنونِ
أريد أن تتجسّد الكلمات حين أقولها
لأقود جيش المفردات العابسات إلى خصومي.
رغبتي في الفعل عاصفة وروحي وردة مقطوفة
والأبجديّة لا تعي ما يعتريني

بي من الغيمات ما يكفي لإغراق القطيع العالميّ
وغابة العصر الحديث
وبي من الأوجاع والأشواق
ما لا تستطيع الأبجديّة حمله

كم مرّة همّت يداي بحرق ما كتبت يداي
وكم يلحّ عليّ هذا الهاجس المسعور
لكنّي سأرضى مرّة أخرى
بعجز المفردات عن الخروج من الكلام إلى الحياة
سأكتفي بالخلق في ملكوتيَ اللغويّ: منفاي الجميلِ
سأكتفي يا أرتميدا بالتمترس في القصيدة
موقعي الخلفيّ في حرب المغولِ
فلا تبالي بانفعالي
اِطمئنّي… لن أزفّ كيانك الشعريّ لللهب الغبيّ

هواكِ يوغل في أنايَ
وأنت تزدادين إنسانيّة سطرا فسطرا
أنت معجزتي التّي لا شكّ فيها
أنت آخر فرصة للأبجديّة كي تثور على السكونِ
فلا تبالي بانفعالي
واسْتمرّي في التشكّل والظهورِ

ها إنّنا وجها لوجه
خالق قلق يدخّن ما لديه من الخلايا والحروفِ
وبدعة مُثلى تحدّق فيه
توشك أن تَهمّ به
ويوشك أن يكفّ عن الكتابة
كي يعانقها عناقا خالصا لا عقل فيه
تعبتُ من عقلي فضمّيني إليك وبدّديه
لكم أتوق إلى غياب خارج المعنى
ولكن أنتِ فيه








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)