أهلي وساداتي ♥ - سمية وادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ فلسطينيّةٌ (1992-) قد تكونُ حجرا في أطفال القصيدة.


483 | 0 | 0 | 0





مِنْ أينَ مِنْ أينَ يا أمَّ البداياتِ!؟
وثمَّ حتّام يا أمَّ النهايات!؟

لم يشرب الطين دمعَ العاشقين، لذا
جرتْ على الأرضِ أنهارُ البكاءاتِ

لم نختر الموتَ عنواناً لقصّتنا
لكنه اصطادنا رغم المسافاتِ

مذ أصبح البعدُ فصلاً من حكايتنا
ونحن نعلو إلى قمم الخساراتِ

صرنا ضياعاً ومنفى، شوكةً بؤساً
ناراً وليلاً، وخيماتٍ وخيباتِ

لا شعرَ يحكي جراح النازحين هنا
عند اللجوء ستذوي كلُّ كافاتِ

من أول الشوط، قد جرّوا أمانيهم
وحضّروا لرحيل الصمتِ ناياتِ

لكنما نكبوا من بعد ما نكبوا
وجرّبوا القهر مراتٍ ومراتِ

حنّت لهم فرسٌ، ونخلةٌ عطشت
أهزوجةٌ، حطبٌ، ليلُ الحكايات

قنديل جارتهم، طابونُ سهرتهم
والشعر يُسجعُ ساعاتٍ وساعاتِ

والآن قطّعهم سكين غربتهم
فصار تاريخهم خبزَ الفراشاتِ

جدي وجدّك والآباء أجمعهم
منحوتة الدهر تمثال المزاراتِ

لم يحسبوا عمرهم، مذ جرّبوا بعداً
وذاقَ سيّدهم للذلّ كاساتِ

وكلّما غيّر المنفى ملامحَهم
هبّت بلادٌ فعاد الحسن آياتِ

وكلما قيل هذا من مخيمنا
أضاء وجهُ قراهم مثل مشكاةِ

يشتمّ يعقوبهم ريحاً ليوسفهم
بلا قميصٍ ولا بشرى النبوءاتِ

ظلت حقائبهم محمولةً فإذا
طل الصباح مشوا للعودِ خطواتِ

وكلّما سحبت أقدامهم رجعت
تخطُّ صبراً، بطولاتٍ عظيماتِ

يا قريةُ احترسي، أن تصبحي وتداً
من ذا يبيع بلا ثمنٍ سماواتِ !؟

يا خيمةُ احترسي، لن تصبحي وطناً
أنت الخطيئةُ في زمنِ الكراماتِ

أهلي الحزانى وهم فرحٌ لزائرهم
أهلي الضعافُ وهم أقوى الجماعاتِ

أهلي الضياعُ وهم وطنٌ لمن نَصروا
أهلي الجياعُ، وهم قوتُ الحضاراتِ

اللاجئون ومَن في الصبحِ عودتهم
هم سيّداتي وهم أهلي وساداتي





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)