اللِيمْبُو - حاتم الأنصاري | القصيدة.كوم

شاعر ومترجم سوداني مقيم في مصر (1982-)


537 | 0 | 0 | 0



(1)

“المَشْهَدُ الأَقرَبْ:
عَينَانِ مُغْلَقتَانِ
خَوْفًا
مِنْ صُرَاخِ النورْ..
وفَمٌ طَريفْ
شَفَتَاهُ تَنْهَمِكَانِ فِي خَدْشِ الخَرِيفِ
بِلا حَيَاءْ..
ذَقنٌ كَسِيحْ..
أُذُنَانِ تَصْطَلِيَانِ بِالصّمْتِ العَنِيفْ..
أنفٌ تَزَلّجَتِ البُثُورُ
على دُعَامَتِهِ الدَقِيقَةِ.. فَالتَوَى
وانْشَقَّ مِن فَرطِ الإِثَارَةِ
وَجْنَتَانِ مِنَ الصَقِيعِ
وشَارِبانِ مِنَ السرَابِ
وحَاجِبَانِ مِنَ الكُوَارْتْزِ
وجَبْهةٌ صَفْراءُ
لَمْ تَخْبرْ
بَذَاءَاتِ المَعَارِكْ..”
...
أنا أولُ مَن بدأ
وآخرُ مَن سينتهي..

لا أضرم النار في أكوام المراحل التالية..
ولا أريد أن يأتيَني الموت
وأنا مغمض العينين
أريد أن أتفحص ملامحه المشتتة جيدًا
وأحفظها جيدًا
وَأَمُوت..

أقف الآن،
وجهًا لوجه،
أمام وجهك..

وجهك الذي كُتِبَ عليه بالبنط العريض:
لا تُصدّقْ ليڤيناس!

(2)

“المَشْهَدُ الأَغرَبْ:
لَونٌ لَقِيطٌ أَنْكَرَتْهُ جَمِيعُ أَقْوَاسِ المَطَرْ..
هَذَا خَطَرْ!
فَجَمِيِعُ مَنْ فِي البَيْتِ
مَا زَالُوا
يُحِبّونَ العمَى..
وَلَرُبّمَا
سَخِرِوا مِن الرّوحِ اليَتِيمةِ
عِنْدَمَا
تَخْتَالُ، كَالطّاوُوسِ،
يَأسًا
فِي البَيَاضْ..”
...
عليك أن تكون لطيفًا مع الجميع:
السود والبيض والصفر والحمر
والخضر والزرق والبنفسجيين والبرتقاليين والليمونيين
وعديمي الصبغة كذلك..

إذ يمكنك – من خلال جُــلودِهِم الشفافة –
أن ترى خيـبــتـك بوضوح ..

ولكن
ليس في وسعي أن أكون لطيفًا
إلا مع سُكّانِ بِلادِي الأصليين
وعشّاقِ كرة القدم الأصليين
والأرواح الطيبةِ.. اللذيذةِ.. المقرمشةِ
كرقائقِ برينجلز الأصلي..

(3)

“المَشْهَدُ الأَصعبْ:
القَائِدُ الأَعلَى لقوّاتِ المَسَاءِ الحُرِّ
يَدعُو السَّوْسَنَاتِ
المُحْصَناتِ.. الغَافِياتِ..
إِلى اجْتِمَاعٍ عَاجِلٍ
فِيْ غُرْفَةِ النّومِ الأَنِيقَةِ
كَالشَّفَقْ..
والنَاطقُ الرّسْمِيُّ بِاسمِ البَرّلَمَانِ السَوْسَنِيِّ
يُؤكّدُ اِستِنْكَارَهُ
لِمُحَاوَلاتِ النَّيلِ مِنْ شَرَفِ النَّدى..
ويُهِيبُ بالسُّحُبِ الصّغارِ
إِلَى التَريّثِ وَالهُدُوءْ..
والإِلْتِزَامِ
بِوَقْفِ إِطْلاقِ الرّذاذ..”
...
كلّما سمعتُ كلمة “حُريّة”
تَحَسستُ قضيـبي

قالها
وَاستدار عائدًا إلى المرحاض
ليستأنفَ مُفاوضَاتِهِ المفضّلَة..




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




ما اسمكْ؟
( 661 | 0 | 0 )
أتمنّى.. وأريد
( 609 | 0 | 1 )
من هواجس جليس المساء
( 569 | 0 | 0 )
شاهد قبل الحذف: ذبابة فاكهة تستحمّ بالكركديه ليلةَ زفافها
( 556 | 0 | 0 )
يا أنتِ.. يا
( 545 | 0 | 0 )
ممّا رسبَ في قَعْرِ الذاكرةِ من أسطورة الكراميل البرّي
( 531 | 0 | 0 )
إقرار
( 515 | 0 | 0 )
نُونا؟!
( 476 | 0 | 0 )
تلاميذ/موظّفون/قوّادون؛ أمّهَاتٌ يُصَافِحْنَ الآباءَ بِضَراوة
( 458 | 0 | 0 )
فَرُبَّما.. رُبَّما لأنَّ قومي لا يملكون شاعرًا قوميّا
( 427 | 0 | 0 )
ولنفرض..!
( 412 | 0 | 0 )
تنويه..
( 409 | 0 | 1 )
عَلَى.. عَلَى أن.. عَلَى
( 408 | 0 | 0 )
تأمّلاتٌ كوپرنيكيةٌ على ضفافِ ابتسامةِ ديدي پِـيتَر الشاسعة
( 403 | 0 | 0 )
إن شاء الله
( 384 | 0 | 0 )
مدججٌ بالمللِ داخلَ حَلبةِ ثيران
( 382 | 0 | 0 )
حفلٌ مريب
( 377 | 0 | 0 )
رهان
( 368 | 0 | 0 )
بضع ثوانٍ.. لا أكثر!
( 340 | 0 | 0 )
في الحانة
( 316 | 0 | 0 )
شَغَبٌ عَلَى أَرْصِفَةِ داكار.. (وطُرُقَاتِها إن أمكَن)
( 316 | 0 | 0 )
شطحاتُ لحظة
( 257 | 0 | 0 )
هاي.. أنتْ!
( 183 | 0 | 0 )
على كتِفِ الصمت..
( 172 | 0 | 0 )
عن النبأ البَعيد..
( 154 | 0 | 0 )
لكنّ الليل!
( 144 | 0 | 0 )
تمَامْ؟
( 111 | 0 | 1 )
طَخْ… طَخْ…طَطَخْ
( 97 | 0 | 0 )