يا أنتِ.. يا - حاتم الأنصاري | القصيدة.كوم

شاعر ومترجم سوداني مقيم في مصر (1982-)


546 | 0 | 0 | 0



(نصٌ أفّاقٌ يَتَيمّم برمال البَحرِ الكَامل، اعتِسَافَا)

قُلتُ احْفَلي بِالجُوعِ أوشَكَ أنْ يُمِيطَ قُرَاضَةَ التَبْريحِ أو يَمْتَشَّ هَيّولَى التَنَصُّلِ رَيثَمَا يَشْتدُّ عُودُ الطّيفِ تَنْهَمِرُ الظِّلَالُ عَلى عَمَائِكِ بَيْنَمَا يَهذِيْ الزّوَالُ الضّحْلُ بِاسْمِكِ في الفَـــرَاغْ..

قُلتُ اسْتَعِيذِي بِالنّزُوحِ مِنَ العُرُوشِ الخَاويَاتِ عَلَى العُروشِ الطَافِيَاتِ عَلَى الصّدَى فَالصّمْتُ بِالكَادِ اسْتَعَادَ حُضورهُ كَيْ لا يُطلّ عليكِ مِنْ خَلفِ الــفَــرَاغْ..

“لم يَبْقَ إلا مقْعدٌ

يَا أنتِ بلْ..

لم يبقَ إلا

مقْعَدَان!”

قُلتُ اسْتَقلّي مرْكَبَ الّليلِ اقْتِدَاءً بالمَدَىْ وَلْتَردفِي شَفَقًا نَسَتْهُ الشّمْسُ فَوقَ رَصِيفِ أُفْقٍ هَلْ يُلَامُ الأُفْقُ إنْ عَاثَتْ شفَاهُكِ فِي السّمَاوَاتِ العَتِيقَة فَاسْتَفَاقَ الكَونُ ثَانِيةً عَلَى لَوْنِ الفَرَاغ ؟!

قُلْتُ اسْتَبِيحِيْ الفَجْرَ يفْتقهُ النَّدَى وَيشقُّهُ الجَاثُومُ نِصْفَينِ اعْتِسَافًا لَيْتَ من وَسِعَتْ دَوَائِرُه الوُجُودَ يَبُثّ في لَحظَاتِنا الشَلّاءِ مَا يَكْفِيْ.. لِيَكْتَمِلَ الفَرَاغْ..


يَا أَنْتِ يَا..

بَدّدتُ في عينَيكِ مَائِيَ وَاسْتَويتُ عَلَى الخَرِيرِ فَلا أَنَا آنسْتُ نِيرَانَ الجّوَى لَا أَنْتِ بَلّلتِ النَّوَى لا حَشْدنَا المنْسَاق، كَالكَبواتِ، أَوْغَلَ في الهَدِيرِ فمَنْ سوَاكِ يواعِدُ البَرقَ العَجُولَ يَقُصّ ذَيْلَ الوَقْتِ قَدْ ضَاقَ الوُجُودُ بِوْجْدِنَا ذَرعًا فَيَا.. يَا أنْتِ يَا.. رقْرَاقةً، يَا بنت رُوحِي، رُوحُكِ انْسَابَتْ عَلَى خَدّ الــ…ـهُنَا وَأنَا هُنَا مَا زِلْتُ أسْكُبُ فِي خَريفِ الحُلْم كِيزَانَ السّرَابِ لَوِ اطّلَعْتِ عَلَيّ لاعْشَوْشَبْتِ مِنْ فَرطِ الخَرَابِ فَسَاوِرِيْني! سَاوِرِينِي ربّمَا تَنْداحُ هَاتِيكَ المَدَائِنُ فِي خوَائِي عَلّني أَقْتَصّ لِلْفَرَحِ اليَتِيمِ مِن الغيَابِ المَوْتُ للّاتي يُهَادِنّ الخَرِيفَ المَوْتُ للأَنْسَاقِ لا تَخْشَى سوَى العَبَثِ السّخِيفِ المَوتُ للمَوْتَى وَللمَوْتِ الأليفِ وَألفُ مَرْحَى.. أَلفُ مَرْحَى للعَوَاصِفِ تَشْتَهي الشّبَقَ المعتّقَ في النّفوسِ فَمَنْ يَجُوسُ .. فَمَنْ يَجُوس ؟!


قُلتُ احفَلِي بِالنّقْعِ أَوْشَكَ أنْ يَصيرَ قُرَاضَةَ الأَنْوَاءِ أوْ.. بِالكَادِ هيّولَىْ الفَرَاغ..




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




ما اسمكْ؟
( 661 | 0 | 0 )
أتمنّى.. وأريد
( 609 | 0 | 1 )
من هواجس جليس المساء
( 569 | 0 | 0 )
شاهد قبل الحذف: ذبابة فاكهة تستحمّ بالكركديه ليلةَ زفافها
( 556 | 0 | 0 )
اللِيمْبُو
( 537 | 0 | 0 )
ممّا رسبَ في قَعْرِ الذاكرةِ من أسطورة الكراميل البرّي
( 531 | 0 | 0 )
إقرار
( 515 | 0 | 0 )
نُونا؟!
( 476 | 0 | 0 )
تلاميذ/موظّفون/قوّادون؛ أمّهَاتٌ يُصَافِحْنَ الآباءَ بِضَراوة
( 458 | 0 | 0 )
فَرُبَّما.. رُبَّما لأنَّ قومي لا يملكون شاعرًا قوميّا
( 427 | 0 | 0 )
ولنفرض..!
( 412 | 0 | 0 )
تنويه..
( 409 | 0 | 1 )
عَلَى.. عَلَى أن.. عَلَى
( 408 | 0 | 0 )
تأمّلاتٌ كوپرنيكيةٌ على ضفافِ ابتسامةِ ديدي پِـيتَر الشاسعة
( 403 | 0 | 0 )
إن شاء الله
( 384 | 0 | 0 )
مدججٌ بالمللِ داخلَ حَلبةِ ثيران
( 382 | 0 | 0 )
حفلٌ مريب
( 377 | 0 | 0 )
رهان
( 368 | 0 | 0 )
بضع ثوانٍ.. لا أكثر!
( 340 | 0 | 0 )
في الحانة
( 317 | 0 | 0 )
شَغَبٌ عَلَى أَرْصِفَةِ داكار.. (وطُرُقَاتِها إن أمكَن)
( 316 | 0 | 0 )
شطحاتُ لحظة
( 257 | 0 | 0 )
هاي.. أنتْ!
( 183 | 0 | 0 )
على كتِفِ الصمت..
( 172 | 0 | 0 )
عن النبأ البَعيد..
( 155 | 0 | 0 )
لكنّ الليل!
( 144 | 0 | 0 )
تمَامْ؟
( 111 | 0 | 1 )
طَخْ… طَخْ…طَطَخْ
( 97 | 0 | 0 )