رَحَلْتِ - سنية مدوري | القصيدة.كوم

شاعرةٌ تونسيّةٌ (1979-) يمكنُ الاستعاضةُ عن محافظة سوسة لتونس بها.


1944 | 0 | 0 | 0



رَحَلْتِ...
ولَمْ تَرْحَلِ الأغنياتُ.
وحَوْلَ الرَّحَى، تَتَحَلَّقُ كُلُّ
الخرافاتِ، تِلْكَ الّتي أذْهَلَتْنَا،
وأنتِ تَقُصِّينَ، عندَ المساءِ، تفاصِيلَ
عن مَلِكاتٍ تَزَوَّجْنَ مِنْ فقراءَ،
وعنْ ساحِراتٍ تُحَوِّلْنَ كلَّ البَنَاتِ
تماثيلَ أو حجَرًا في الفَلاَةِ...
نَخَافُ كثيرًا ونَنْضَمُّ مِثْلَ الفِراخِ،
إلى حِضْنِكِ الـمُخْمَلِيِّ إلى أَنْ تَذُوبَ
مَخَاوِفُنا في السُّبَاتِ...
رَحَلْتِ...
وحنّاؤُكِ العَسْجديّةُ، مِثْل البَخُورِ، تُعطِّرُ
زهرَ الفُصولِ، وماءَ المسافاتِ...
هَيَّا انهَضي لا تَمُوتِي، فما زالَ في الحُلْمِ مُتَّسَعٌ،
كيْ يحُطَّ اليمامُ المُطارَدُ، فوقَ يَدَيْكِ، الرّحالَ.
ويَنْهَلَ مِنْ قَلْبِكِ الرَّحْبِ مَعْنَى السَّمَاحَةِ.
ما زالَ في اللّيلِ متّسعٌ لي، لِبَعْضِ الحِكَايَاتِ،
لِلْوَرْدِ يَنْبُتُ فوقَ وِشَاحِكِ
وَهْوَ يُضمِّدُ جُرْح الحَيَاةِ...

رَحَلْتِ...
فَمَنْ للبنفسجِ نَسقِيهِ من عطرِ سبحَتِكِ
اللُّؤْلُئِيَّةِ؟ مَنْ للبلابِلِ تَغْفُو على وَجْنَتَيْكِ؟
ومَنْ للفراشَاتِ..؟






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: