الرحلةُ ذاتُها.. والمُسافِرُ آخَر - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


466 | 5 | 0 | 0




إذا ظنَّ بَعْضَهُما الضَّائعانِ سَرابًا
على شارعٍ في البلادِ البَعيدةِ
ألا يكونَ وحيدَ المُسافِرِ،
أيضًا على رِحلةٍ فيهِ
ألا تَطُولَ
وألا تَزيدَ عنِ الماءِ في قِرْبَتَيْنِ
ستُكملُ واحدةٌ أُخْتَها
في لقاءٍ وَشِيكٍ.. يقولُ:
بلا شَمعةٍ
عَمِّدُوا بعْضَكم بالعناقِ
وسِيرُوا معَ العُشبِ.. لا فوقَهُ
يَنبُتِ الوردُ
مُحْتَفِيًا بالذي سوفَ يَقطفُ،
صَلُّوا لمَن سوفَ تُمْطرُهم غيمةُ الجُوعِ
قولوا لهمْ
إن للأرضِ وَجْهَ المُشاةِ
فلا تَرْحلوا قبلَ أن تألفُوا وجْهَنا
هَكذا
تَحفظُونَ الطريقَ إلى بَيتكمْ..

وعلى شارعٍ في البلادِ القريبةِ
ألَّا يكونَ بهذا الهدوءِ
ليُمسكَ شُرطيُّهُ
بالظلالِ التي سوفَ تَهْجُرُ صَفْصافَها في المساءِ
مُمنيةً شجرًا آخرًا
بعَطاشَى البلادِ البعيدةِ،
لكنْ على بالِ شُرْطِيِّهِ أن يكونَ طويلًا
لأن الظلالَ التي وَرثَتْ خُطوةَ الفقراءِ
ستَمرضُ إن لزِمتْ بيتَها،
وعليهِ إذا رَجعَتْ
أن يغادرَ خِدمتَهُ ويصيرَ بسيطًا
يُعلّمُهُ الحرُّ طَعمَ الجلوسِ إلى الظلِّ
والشَّايَ كيفَ يكونُ جَميلًا
إذا رَضيتْ عنهُ نِيرانُهُ
وإذا سامَحَ النَّارَ ساكِنُها الحَطَبِيُّ،

وحتى يكونَ الزمانُ
خفيفَ الوُلُوجِ إلى نُطَفٍ سَوْفَ تَأْتي
وحُرَّ الوقوفِ على خَطأِ الموتِ
في شرْحِ مَنْزلِهِ للنَّزيلِ الجديدِ
وبارَّ الغروبِ بعَيْنَينِ فيهِ
تَبَنَّيَتا ضحكةً في المدَى
منذُ كان ابنَ شمسينِ
كان على شارعٍ في السَّما الأوَّليةِ
ألا يُدَلِّيَ أشجارَهُ للفَتَى.. قَضَمَتْهُ!
وشَمَّتْ بفُخَّارهِ الماءَ
فاسْتندَتْ بجُذورٍ على الأرضِ فارغةٍ
ظنَّها الطيبونَ شوارعَ مِن قصَبٍ
فمَشَوْا واسْتحالوا أغانيَ..
مِن ذلكَ الإلْتباسِ
اقتفَى أولُ الخلقِ ظِلَّ الهواءِ
كأن الشوارعَ نايٌ طويلٌ
وتلكَ البيوتَ على الجانبينِ ثقوبٌ،
بلا عازفٍ
أكمل اللحن رِحلتَهُ
للخروجِ الأخيرِ
فلم يَرِثِ الذَّنبَ إلا الرياحُ
ولمْ يَرِثِ النَّارَ
إلا الحَطَب.





الآراء (1)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)