رُبمَا يشْهقُني المِزْمَارُ - سيد أحمد العلوي | القصيدة.كوم

شاعر بحريني (1986-)


897 | 5 | 0 | 1




(إلى امرأةٍ .. كلَّمَا تشْربُ منْ كَأسِ الخَطيئةِ تُراودُني عَن حُزني.)

يُراقُ غَيمٌ هُناكَ المَاءُ يعرِفُهُ
كأنَّهُ دمعةٌ و الغيبُ يذرفُهُ

تقولُ أنثى البُكاءِ الآنَ صُبَّ لنَا
حقلاً مِن الكلماتِ الشعْرُ يقطِفُهُ

مُظلّلاً بالورودِ الحُمرِ جاءَ و فِي
يديْهِ لا الضَّوءُ لا الفانوسُ يكشفُهُ

أخلَى تلابِيبَهُ من عِطرِ معْطفِها
لكنَّهُ يفضَح ُالمُشتاقَ مِعطفُهُ

عَن أيِّ لُغزٍ.. و في عَينيكِ فلْسفَةٌ
مَلامِحُ الحُبِّ بالمَعنى تفلسفُهُ

وجهْي و وجهُكِ يا اللهُ نورستا
مُسافِرٍ و الخُطا في الرَّملِ تجرفُهُ

نبيَّةً تعبُدينَ القلبَ عنْ شغفٍ
تنزَّلتْ فوقَ ديرِ الحُبِّ أحرفُهُ

دخلتُ معبَدَكِ اللا ربُّ يسكنُهُ
و في رفوفِ المَرايا جَفَّ مِصْحفُهُ

اخرُجْ عليَّ ، و لمْ يخرجْ على أحدٍ
و ظلَّ يرقعُ ما في البابِ يُوسفُهُ

و كانَ في صمتِها الشيطانُ حنجرةً
بالسجنِ و الموتِ و العُتبى تخوِّفُهُ

قالتْ لهُ: فُكَّ هذا الليلَ عَن شفتِي
و راودَتْ عينَهُ .. لكنْ تعفُّفُهُ !

أزاحَ عَنْ قدميهِ الشكَّ و انطلقا
خيلاً بخيلٍ و ربُّ البيتِ يقذفُهُ

يُحرِّضُ الوقتَ أنْ تجري عقاربُهُ
عكسَ اشتعالِكِ لا شيءٌ سيوقفُه ُ

مَتى تتوبينَ عَن حُزني و أسئِلتي
مَتى تخِرُّ على الكذَّابِ أسقفُهُ !

تَمزَّقتْ .. و ارتخَى فوقَ المَدَى قمَرٌ
وظَلْتُ بالضَوءِ يا أنثايَ أنزفُهُ

أُعَلِّقُ العُمْرَ فِي عيْنيكِ أغنيةً
أهدابُكِ السُّودُ بالإيحَاءِ تعزفُهُ

مَاذا أُخبئُ في المِزمَارِ يا لُغتي
لَحْنٌ ثقيلٌ بموَّالٍ أُخَفِّفُهُ

أنَا و أنْتِ ، غَريبٌ يرتديْ وَطناً
صَبَابةُ الرِّيحِ ما زالتْ تُجَفِّفُهُ

مُرقَّعاً بالخطايا جَاءَ مِنْ مُدُنٍ
بِلا طَريقٍ و هذا الليلُ يَرْصِفُهُ

أوحَى لكِ المَاءُ ما يُوحى إلى مَطَرٍ
الغَيمُ ينثرُهُ والورْدُ يَرشِفُهُ

يَجِيءُ منْ شُرفةٍ عَطشَىْ و في يدِهِ
نَهرٌ و زَهرٌ عَلى قلبيْ يُصَفِّفُهُ

لمْ تلتَفِتْ رُسُلُ المَعنى لِعَاشِقةٍ
إلاَّ و ثغرُكِ أحْلى مَنْ يُثقفُهُ

كُنَّا نُزخْرِفُ بالصَلصَالِ قارِبَنا
واليوْمَ بالموجَةِ الحُبلَى نُزخْرِفُهُ

نُفَاجِئُ البَحرَ أنَّ الحُبَّ وِجْهتُنا
الأولَى و أنَّ شِراعَ القلبِ مِغْرَفُهُ

جَديلتانِ و أفْقٌ حَالِمٌ ، وَقَفَتْ
عَلى بِساطِ سَمَاواتي تُكَثفُهُ

تقولُ : هلَّا أرقْتَ الغَيمَ ثانيةً
لمْ تَدْرِ أنِّي بأهْدَابي أُكَفكِفُهُ !







الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.