دَرْويشُ يُغَنِّي المَدَائِن - سيد أحمد العلوي | القصيدة.كوم

شاعر بحريني (1986-)


842 | 5 | 0 | 1




إِلى دَرْوِيش و هُوَ يُخمِّـرُ قِــيثارَة الأَنـــبِــيَــاء)

يَجرُّ حُلماً ، يغطِّي رأسَ عُزلتِهِ
كأنَّهُ شاعرٌ يشقَى بفِكرتِهِ

و حِينَ يبدو سُؤالٌ في مَلامِحِهِ
تفزُّ من عَيــنِهِ أسرارُ نظرَتِهِ

يَــنمُو عَلى سُلَّمِ الإيقـــَــاعِ مَوسَقةً
يُلوِّنُ الصَّوتَ مِن ألوانِ نَوتـتِهِ

نَهراً يجيءُ مِنَ اللَّاشيْء مُـندفِقاً
فينبتُ الشوكُ وَرْداً فوقَ ضِفَّــتِهِ

لَمْ يلتفتْ للمَدَى إلا بقافيةٍ
بيضاءَ تهْطِلُ مِنْ أحشَاءِ غيمتِهِ

كالمَاءِ لا مَاءَ إلا قَـاعَ أُغنيةٍ
و الكَرْكراتُ مَواويلٌ بجوقَــتِـهِ

الطينُ يعرفُهُ أيضاً و لستُ أرَى
في الأنبياءِ نبيَّـــاً مثلَ هَيبتِهِ

يا بعضَ أسْـئلتي الأُولَى ألستَ هُــنَــا
يُــمَــدِّدُ الكونَ مِن أبعادِ لحْظتِهِ

كُنــَّــا نوارِسَ يسْتلُّ ارتعاشتَــنا
في النَّــهرِ، نسبَحُ في أحْضَانِ زُرقــتِهِ

كُــنَّــا و كانَتْ وراءَ السُّورِ مِئذنةٌ .
و راهِبٌ سارحٌ في عصْرِ خَـــمـرَتِهِ

عَطشَى النوافِذُ لا ريحٌ تجيءُ و لا
كوبٌ يمرُّ على العَطشَى بقَطرَتِــهِ

عَن سائلٍ مرَّ قُربَ الحقلِ في يدِهِ
لا شيءَ إلا تواريخٌ لحِنطَــتِهِ

غَــنِّي ( المَدائِنَ) يا فيروزُ إنَّ بِهَا
جُرحاً يُغَّــني على أنغَامِ دمْعتِهِ

القدْسُ أوَّلُ فانوسٍ يُعَلِّــقُهُ
رَبُّ السَّماءِ على أقمَارِ شُرفَــتِهِ

يبتلُّ بالوردِ يـَـبني عشَّ نورسَةٍ
يخِيطُ مِنْ ظِــلِّــهِ أفيَاءَ قُــبَّـــتِهِ

و شمعَةً شمعَةً يبكيْ المسَاءُ و لمْ
يُسَامِر الدَّمْعَ إلا صَوتُ زفرَتِـــهِ

تيَــبَّستْ فوقَ أحداقِ الرُّؤى جُمَلٌ
صُوفــيَّةٌ تلبَسُ المَعنى برُمَّــــتِهِ

سِيجارَةٌ ، قَهوةٌ ، حِبرٌ و قافِــيةٌ
يُدخِّنُ الشعْرُ مِن دُخَّــانِ قهوتِهِ

كُــنَّـا نفِتُّ الحَصَى في مَاءِ غُربتِنا
و كان يرسِمُ منفَانا بريشتِهِ

الموتُ يركُضُ مثلَ الطِّفلِ في مُدُن ٍ
مَلغُومةٍ لا تعِي أضراسَ عَبوتِهِ

لِلريحِ أسئلةُ الزيتونِ يا وطناً
طِفلُ النبُـــوَّاتِ ينمُو فوقَ تلَّتِهِ

أينَ السِّلالُ تساقطْــنَ النِّساءُ هُـنَا
هيَّـا لِنجمَعَ فِيها بعضَ حَيْرتِهِ

مُذْ ألفِ عامٍ و قِنديلي أُدرِّبُهُ
عَلى الغناءِ و لكنْ لحنُ ومْضتِهِ .. !

مِن خارجِ النصِّ جاءَ الَّلحنُ مُبتكَــراً
بالأُغنِياتِ لِيُحيِي حفلَ سَهرتِهِ

مُرقَّعاً بالشظَايا كيفَ تنفُضُها
عَن مِعْطفٍ و الشظايا أصلُ جُــثــَّـــــتِهِ

أُرجُوحتانِ و طِفلٌ شاعِرٌ و كَــفَى
كُلُّ البنادقِ ماتتْ خلفَ خُطْوَتِـــهِ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)