هجرةٌ أقلُّ دمًا - محمد شودب | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ حاصلٌ على عدة جوائز عربية.


485 | 5 | 0 | 1




إلى طريق السوريين، من الشرقِ إلى أقصى الكلام


سمِّي ليَ الحرفَ
أو سمِّي ليَ الجُمَلا
غاباتُ عينيكِ لم تفتأْ تقولُ: بلى

سمّي مجازاتِ لُقيا في مخيِّلةِ المشوارِ
أو ضمّدي خطواتِ من وصلا

في ساعةِ الليلِ
نامَ السَّاهرونَ على إيقاعِ (بيتهوفنٍ)
واثّاءبوا كسَلا

ناموا
وكانَ طريقُ الأمنياتِ يفيْ بالمارقينَ
وكانَ الحلمُ ممتثلا

وأم كلثومَ ما زالتْ تداعبُني
قديسةً تطردُ الأوهامَ والمَلَلا

سمّي لي الآنَ
(برلينَ) التي بدمي
(ولندنَ) الحلمَ
والحاراتِ والدُّوَلَا

سمّي الطريقَ إلى (بغْ بنْ)
دقَّتُها
تكفِي لأربطَ وقتي كلَّما انفَصَلا

...

في دارِ ميَّةَ
صحراء ومهلكةٌ
لم تتركِ الآنَ لا عِيرًا ولا إِبلا

في دار ميَّةَ
قومٌ يشحذونَ أسىً خناجرَ الثَّأرِ
حتَّى يذبحوا الغَزَلا

في دارِها
نجمةٌ أجفانُها ذَبُلَتْ
وصوتُها -فرطَ ما صاحتْ بهِ- ذَبُلا

ودِّعْ هريرةَ والأعشى معًا
وغدًا
لا تنظرِ الرَّكبَ
غابَ الرَّكبُ وارتَحلا

...

مالي وللشّعر؟
فاضَ الشعرُ واكتمَلا
ولم نصدّقْ مجازًا صوتَهُ الوجِلَا

ولم نقلْ قبلَ هذا الليلِ: يا وجَعًا
يسيرُ في كلّ دارٍ مُمسكًا أجَلَا

سَمِّي الحدودَ،
طريقَ (الصِّربِ)،
كلَّ يدٍ
تمشي معي
سمِّي لي أحداقَها النُجُلا

شهيتي نحو أحلامِي أقلُّ دمًا من غربتي
فهبي لي حاضرًا خجِلا

هبي دموعًا تُغطّي سوءَتِي، وهَبَي
خُطًى تحيلُ خروجي المشتهى بَطَلَا

(ألمانيا) لا تنامُ الآنَ،
فانتظري
حتَّى ننامَ ونعطي نومَنا أمَلا

ليلُ المخيَّمِ
لا ينسى مهارتنا بالدَّمعِ
فاستلهمي من ليلهِ المثلا

سمّي لتعرفني الأسماءُ سادِنَها
من يعرفِ العشقَ لا يستغربِ القُبَلَا




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: