تَشْبَهُنِي مُوسِيقَاهُ - سيد أحمد العلوي | القصيدة.كوم

شاعر بحريني (1986-)


854 | 5 | 0 | 1




(إلى صديقي الذي أقفل المسافات و ابتكر خطاه في الرمل)

لماذا تجفُّ المواويلُ في شفةِ الماءِ هل ذابَ حزنُ الغناءِ ؟
ستورقُ في مقلتيّ المسافةُ - مِن شدّة البُعدِ - وهمَ اللقاءِ
و في كلِّ عام ٍيَجِيءُ على كلِّ شُرفةِ ضوءٍ ، أنا و انطفائي
وقفنا نسامرُ شمسَ المغيبِ و نبتلُّ في مائِها بالضياء ِ
وقفنا كنظّارتينِ نُحدِّقُ فينا و نلبسُ ثوبَ العراءِ
و كمْ مرّةٍ رثّةٍ أخلعُ الكونَ عني و أُصلبُ دونَ رداءِ
نعمْ ... كنتُ أُصلِحُ قيثارةَ النخلِ و الفأسُ يصلبُني في لِحائي
أمرُّ على الميتينَ الذين ... يغنّونَ إلياذةَ الفقراءِ
فأفرشُ في الرَّملِ ملحاً و قمحاً حزيناً و آكلُ دونَ اشتهاءِ
أحدّثُ بعضَ المرايا بأنَّ انعكاسَ التجاعيدِ محضُ افتراءِ
أحدِّثهَا عن سُقوطي بكفِّ المواسمِ يحرقُ صيفي شِتائي
و عَنْ عَتمةٍ تكنِسُ الضوءَ عن مقلتيَّ و تُغلقُ بَابَ السَّماءِ
وحيداً كسَاريةٍ تكسِرُ الموجَ ثمَّ تُغلِّفُهُ بالحَياءِ
أُهدْهِدُ طفلَ السفينةِ أظمأُ مِلحاً و أشربُ دونَ ارتواءِ
إلى أين تأخذُني خُطوةُ الرَّملِ و الظِلُّ يمسحُ خَطوي ورَائي
تعالَ تغنّي الربابَةُ في شفتينا ، أتسمَعُ صَاحِ نِدَائي ؟
فيبتهلُ النَّغمُ العَربيُّ و ترقصُ جَذلى أكُفُّ الدُّعَاءِ
فما زلتُ أحْفرُ غارًا بقلْبِي وأبعَثُ لِلمُنتهى أنبيَائِي
و أبْدأُ حيثُ النُّبوءَةُ شكْلٌ جَديدٌ قديمٌ لكُلِّ ابتدَاءِ
وحيداً وقفتُ كأرجوحةٍ في المَهبِّ تخاصمُ صوتَ الهواءِ
ظمِئتُ .. و لكنَّ أضغاثَ حُلمِيَ تَكْسِرُ في كلِّ حُلمٍ إنائي
أعلِّقُ ذاتي على كتِفِ الغيبِ ، أنسَلُّ مِنّي ، أُرائي ريائي
و أبعثُ مِن آخَرِ السَّطرِ حَرفاً يَجُفُّ على نقطةِ الانتِهاءِ
أنَا يا أنَا أنتَ، وَجهَانِ خلّان ِ، ظِلُّ النّهارِ و ضوءُ المَسَاءِ
هُنَا ..أقْفَلَ العُمرُ بَوَّابةَ الحُلمِ هل ثمَّ ما يُشتهَى في الفنَاءِ ؟
ستشربُني الأعينُ المُشتهاةُ و تغمرُني في زوايا البُكاءِ
و يُسدَلُ ثوبُ الحياةِ الأخيرِ و تبقى تُغنّي فصولُ الرِّثاءِ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)