حدائق الهطلان - ابتهال تريتر | القصيدة.كوم

0


537 | 5 | 0 | 0



وَقِّْع
طَريقكَ أسْفلَ الفِنْجانِ
في  الرَّغْوةِ الأولى انْتِبَاهٌ أوَّلٌ
في رَشْفتينِ وَشَهْقَةِ و دُخَانِ
السِّرُ في جَمرٍ تَأدَّبَ بَينَنَا
نُهْدِيه وَطْأتَنا البَتُول
وَحْرقةً تَمشي كَنَاي الأقْدَمينِ
وَلمْ يَزلْ مُتَحرِّشًا بالسَّاقِ والألْحَانِ
اطْفِئ سَجَائِرَ لَهْفَتِي بَكَ وَاكْتَرِثْ
لِعُروقِ مَنْ عَبَرُوا إليَّ
تَخَبَّأوا في كُلِّ أورِدتِي
وَوَحْدكَ
عَابِرٌ شِريانَ أسْئِلتَي
إلى شِريانِي
لكَ نَاقةُ الوَعْدِ انْتَبَذْتَ سَنامَها
وَصَعَدْتَ جُنْدِيًا تُعَلِّمُ هَودَجِي
مَعْنَاكَ لَكنْ لَمْ تَقُلْ لِلِجَامِها
خُونِي جَنابَ الخِدْرِ وَالرُّمَانِ
في لَيلكَ العِرْبِيدِ أخْلَعُ كِلْمَتِى
وَأنامُ في حِبْرِ التَّوجُسِ
أكْتفِي بالشِّعرِ يُلْقِيني على ظَهري
ألفُّ قَصيدتِي بِوسَادةِ الكَلماتِ يا طُوفَانِي
شَبقُ العناوينِ البَرِيئَةِ
وَحدُها
طُوقُ الحَمامةِ..
جُملةٌ في المكتباتِ تَتُوه
تَدْخلُ خِلْسةً في الأصْفهانِيِّ احْتِمال أغانِي
مَزْروعةٌ في كُلِّ زاويةٍ أنا
أرْمِي ثِيابَ مَطالعٍ نَقَّبتُها بالأمسِ
جِئتَ نَزَعتَها
فَتنكَّرَتْ لِقَداسةِ الرُّهبانِ
أنْثَاكَ مِنْ تحتِ الغِلافِ تَأنَّقَتْ لُغَةً
فَجِئتَ قِيامةً تَيَّاهةً
رَفَعَتْ صَحائِفِها بلا دَيَّانِ
بَضُّ المَواسِم
أرْجُوانُ حَديقَةٍ لَفَظَتْ عُنوسةَ وَرْدِهَا
وَتَفَتَّقتْ عِطْرًا تَضَمَّخَ في يَديكَ
وأرَّخَتْ لِمواسمِ اللَارَنْجِ والبِيسانِ
عَيناكَ تَرْتجفانِ في مِينائِها
وَسَواحِلٌ عَطْشَى وَنِصْفَ خُرَافةٍ
صَوتُ المَجَاهِيلِ
المُعادلةُ التي لمْ تِتَّزِنْ
نَهْرٌمن الإغْواءِ... بل نَهرانِ
غَاباتُ خَطِّ الاسْتِواءِ
وَرَقْصةٌ خَلفَ السَّحابِ
وَكأسُ أغنيةٍ عَجُوزٌ غَادَرتْ صَنْدوقَها
وَتَألَّقتْ في نَوتَةِ الزَّمنِ الذي....
وَتشَبَّبَتْ
خَرَجَتْ لِتَلعنَ غَابَةَ النَّسيانِ
مِيلادُهَا مُدُنٌ على قِمْصَانِها
سَتَفكُّ أزْرَارَ الكتابةِ
تَعْتَلِي شَجَنَ النَّوافِيرِ الوَضِيئةِ
ثُمَّ لا تَرْتَدُّ حَافِيةً إلى القِمصانِ
يا سَوُق أوراقِ الجَمالِ
ألَمْ أقُلْ لَكَ عن مُضَارَبةِ الذي
أجْجَتَهُ وَرَبِحتَ طَاولتِي به وَرِهانِي
عُمرٌ خُلاسِيٌّ وَأفْقٌ صَارِخٌ
عَينانِ مِنْ صُبْحٍ يُؤجِلُ صُبْحَهُ
وَدُمَىً تَمَزَّقَ طِينُها
وَمَراكِبٌ خَلَعَتْ جَوارِبَها عَلى الشُّطْئَانِ
أسْطُورةُ المَطَرِ المُعَمَّدِ
والسَّماء احْتَلَّ أبْناء المَدَى
افْتَرشَ الرَّذاذَ
مَشَى على سُورِ النَّدَى
وَحَدائِق الهَطلانِ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: