عطر السنبلة - ابتهال تريتر | القصيدة.كوم

0


774 | 0 | 0 | 0



ارقُدْ عَلى جَسَدِ الماءيْن يا بَلداً
من التوارِيخ أعْيا كاهلَ الكُتُبِ

الشارِعُ الحُرُّ فسْتانِي يجمِّلُهُ
هُتافُ من أورقوا في زَفَّةِ الغَضَبِ

قالت لي الشَّمسُ لا أقْوىٰ فقلتُ لها
عودي لخدْرِكِ بعد اليومِ واحْتجِبي

إنا بنو جبهةٍ سمراءَ يعرِفُنا
رَملُ النِّضَالاتِ ما غَابتْ ولم نغِبِ

فاضتْ أناشِيدُنا.. ضاقت حَناجرُنا
واستوحشَ الحِسُّ سيرَ الماءِ في العَصَبِ


من ثورةُ النُّور أنبعْتُ المدى جُملاً
يقظَىٰ وجئتُ احتراقاً باذخ اللهبِ

أُمي أنا لم أمتْ أنجبتُ ألفَ فمٍ
أنبتُ خلفَ دميْ  نيلاً من الخُطبِ

تحيا الشوارعُ بيْ أشعلتها حلماً
وفي جداريتيْ وجهيْ ومغتصبيْ

سلميتيْ إبرةٌ خيطتْ إلى لغتيْ
وقدْ تبينَ للخيطينِ مُنقلبيْ

عطْبرتُ ألف قطارٍ كي تعودَ إلى
قُضبانهِ صافراتُ العزِ والأدبِ

يستشهدُ الموتُ لكن لن نموتَ ولمْ..
شعبٌ من الضوءِ يسعىْ في ثيابِ نبيْ

كل المدائنِ حبلىْ بالهتافِ و في
رحم العدالةِ طفلُ الفجرِ لم يخبِ

في صوتها ثورةٌ أنثى مجمهرةٌ
و عورتا من رشا التاريخِ بالكذبِ

في صوتِها صوتُها كنداكةٌ وهبتْ
مع المضامينِ طعمَ الحبِ للقصبِ

الفجرُ أبلغُ ورداً حينَ يسكُبُنا
عطرُ السنابلِ من قنينةٍ النُخبِ

من أوقفونيْ على كوشِ العظيمةِ
لمْ يستفسروني ببابِ الظُلمِ عن سببيْ

من أنبتونيْ على الواحاتِ ما عَجبوا
كيف اختبرتُ على صحرائهمْ رُطبيْ

الريحُ معزوفةٌ ضلتْ مواجعها
وفي جباليْ اهتدت للنايّ  والسحبِ

مشوارنا أغنياتُ القادمينَ لهمْ
طفلُ الأمانيْ وقرطاسانِ من شغبِ

لا تسألونيْ عن السُّودانِ فهو همُوُ
الشعبُ صوتيْ وروحيْ وهو منتخبيْ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: