حزنٌ جاهلىٌّ - عبيد عباس | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1976-) مختلفٌ في إدراكه للناقص في الشعرية العربية.


574 | 0 | 0 | 1





عبروا عليكَ
وأنتَ أفْقٌ مُثقَلُ
والأوَّلُ المطعونُ هذا الأوَّلُ

يا آخرَ الأنباءِ عنكَ
يخرّبُ الوطنَ القديمَ نقيضُهُ المُتسلّلُ

لم يبقَ منكَ سوى احتمالِكَ
ومضةً
فى جفنِ من بصروا الظلامَ
وأوّلوا

هذى
تشيرُ إلى الخديعةِ إصبعٌ بُترِتْ ,
وعينٌ فردةٌ تتأمَّلُ

وعلى جبينِ البابِ رأسُكَ
بعدما طبعوا دِماكَ على الجدارِ
وهللوا ..

كادتْ تُقبلك السياطُ
وأنتَ تسقط بينهم عصرًا
وأوشكَ مِعوَلُ ..

لاشكَّ فيكَ ,
وأنتَ نحنُ هناكَ خلفَ وجودِنا العدمىِّ
لا نتجمَّلُ

نمضى بدونِكَ ناقصينَ شعورنا باللحظةِ الأخرى التى
تتأجلُ

نمضى كأطفالٍ
وحينَ نعودُ ؛ واقعُنا الذى ..
( شيخٌ عجوزٌ يسعلُ )

لا تفقهُ الأشياءُ أنَّكَ غائبٌ أبدًا
وأنَّ الخيلَ شوقًا تصهلُ

ذكرى
بها الجدرانُ تشهقُ
كلما اصطدمتْ بها , الجدرانُ
طفلٌ مُهملُ

والشوقُ أضيقٌ كى تقولَ الأرضُ : أينَكَ ,
والثقاةُ العاشقونَ ليسألوا ..

لم ينظروا للأرضِ حيثُ تسيرُ ,
بل نسبوكَ للقمر الذى
لا ينزلُ

فيما تغيبُ الآنَ ,
ظلكَ كامنٌ فى الظلِّ ,
صوتُك بالصدى يتعللُ

لا تعكسُ المرآةُ غيرَكَ ؛
كُلّما نظروا نظرتَ ,
وكلّما ..
لا تفعلُ

نسخوا وجودَك باكتمال غيابِهم
والنقشُ وِفْقَ العابرينَ يُبدّلُ

لا أنتَ .. ,
تلكَ بروجُهم قامتْ ,
وخيمتُكَ القديمةُ فى الرؤى
تتسوَّلُ .



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: