عبد اللطيف .. بحيفا ! - المتوكل طه | القصيدة.كوم

شاعر فلسطيني حاصل على الدكتوراة في الأدب أصدر أكثر من 50 كتاباً أدبياً (1958-)


681 | 0 | 0 | 0




لطالما رافقتُ الشاعرَ المفكّرَ الصديقَ المعلّمَ د.عبد اللطيف عقل ، رحمه الله تعالى ، في مشاوير إلى كلّ أنحاء فلسطين ، نقرأ الشِعر. وكان من عاداته أنه يشتري ما تيسّر من الفاكهة الطازجة ، يتناولها مع الخبز الحاف إذا جاع . واتفق أنْ كُنّا في حيفا في صيف 1985 ، فعرّج ليبتاع بعض ما يحبّ من تينٍ وعنبٍ وتمرٍ ، وقصدنا جبل الكرمل ، وقت الغروب ، واقتعدنا حجرين في حديقة مفتوحة ، وراح يلتهم ، بمتعة بادية ، ما فرده من الخبز والعنب والتين .. فوددتُ ، كالعادة ، أن أستثيره ، فكتبتُ من فوري ، وهو يأكلُ ، هذه القصيدة . وما أنْ انتهى من وجبته حتى انتهيتُ من كتابتها ، فقرأتُها عليه .. فابتسم ، وما زالت ضحكته تتراءى لي ، كلّما ذكرتُ هذه الأبيات :

عبدُ اللطيف بحيفا يشتري بَلَحاً
ويصطفي ما يَشا من طَيِّب العِنَبِ
فقلتُ يا صاحِ ؛ هل هذا لتعصرَه
خمراً ، وتسكبَه في جوفِكَ التَّعِبِ
أمْ سوف تفرطه حَبَّاً وتأكلَه
معْ ما ستأكلُ من تينٍ ومن رُطبِ
أم سوف تجعله قرْطاً لفاتنةٍ
غيداءَ، عاجيةِ النّهدين والرُّكَبِ
أم سوف تنشره فوق السطوح لكي
يخالُه المَرْءُ مثلَ الفُستقِ الحَلبي
أم سوف تهديه للأصحابِ تذكرةً
مِن بعد أنْ أَلْحَفَ الأصحابُ في الطَلَبِ
أم أنتَ تبتاع من حيفا لتقنعَنا :
نصفُ الزَّبيبِ يساوي جوهرَ العربي
لأنْتَ في لِحْيةٍ كالثلجِ ناصعةً
إذا تكلّمتَ يَجْرِ الماءُ في السُّحبِ
أنتَ الحصانُ ، فلا تنفكّ منفعلاً
وإنْ تبسّمتَ يبدو البحرُ عن كثبِ
تهوى الجبالَ ..فكم جاوزتَ من قِممٍ
وتعشقُ النّارَ ، كم أطفأتَ من شُهُبِ !
إنّي أُحبكَ حبّاً لستُ أنكره
كأنّما بيننا خيطٌ من الذّهبِ
إذا تحرّك في جنبيكَ فاصلةٌ
تَحرَّكَتْ في ضميري عقربُ الكتبِ
وقبل أَن يتبَدّى الشِعرُ ماجنةً
في صدرها يتلظّى الجنسُ كاللهبِ
أكادُ أَشعرُ بالبحرِ القصير على
علِاّته في ضميري دونما سببِ
الأرضُ تجمعنا والشِعر يصهرنا
روحين في جسدٍ من غير ما نَسبِ
لتهنأ الأَرضُ هذا موطنٌ عجبٌ
وليس في وطنِ الآلامِ من عَجَبِ
ولتَخلُد الأَرضُ إنْ ظلّت كعادتِها
تنمو من الشِعر ما تنمو من العُشُبِ
وتُخرِج الصِّيدَ من أرحامِ نِسْوَتِها
كَسُكَّرٍ طالعٍ من ثروةِ القَصبِ
يا صاحبي الشيخ ! فَلْنَسْعَد بمجلِسِنا
والشِعرُ وَحْيُ براكينٍ لخيرِ نَبي
وسوف تبقى لنا حيفا وكرْمِلُها
كما ستبقى ، على مدِّ الزّمانِ ، أبي






الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




نصوصُ الجَسد - شَهد النّار
( 1.6k | 0 | 5 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 1.3k | 0 | 0 )
من يوسف إلى زُلَيْخة
( 1.3k | 0 | 0 )
هُدهد سليمان
( 992 | 0 | 0 )
حليب أسود (عن هارون الرشيد والبرامكة )
( 979 | 5 | 3 )
نصوص حنظلة إلى ناجي العلي
( 976 | 0 | 0 )
الفراشةُ الثَّمِلَة (إلى فلورنسا)
( 857 | 0 | 0 )
أرض السماء
( 855 | 0 | 1 )
القدس اسم عاشقة
( 834 | 0 | 0 )
نصوص - عباءة الورد
( 823 | 5 | 1 )
مئة بيت في حُبّ الرسول عليه وعلى آله السلام شُمُوُسُ مُحَمَّدِ
( 817 | 0 | 0 )
نقوش على جدارية إلى محمود درويش
( 801 | 0 | 0 )
عُذْرُ المُشتاقِ
( 800 | 0 | 0 )
أَشْباهي
( 794 | 0 | 0 )
حالاتُ الشَّاعر
( 784 | 0 | 0 )
نصوص إيلياء
( 777 | 0 | 1 )
نصوص بترا
( 740 | 0 | 0 )
أُغنّي
( 729 | 0 | 3 )
نصوص المريد كتاب الجيم
( 709 | 0 | 0 )
الخروج إلى الحمراء
( 700 | 0 | 0 )
مقاطع من قصائد الانتفاضة 1988
( 697 | 0 | 0 )
يا قُدْس
( 691 | 0 | 0 )
وردة السُّور
( 690 | 0 | 0 )
نصوص - كشكول الذهب
( 686 | 0 | 0 )
سعادة الماء (نصوص المُريد)
( 675 | 0 | 1 )
برق الرّبيع في مولد حضرة سيدي النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم
( 670 | 0 | 0 )
امرأة الياسمين
( 654 | 0 | 0 )
شاعرة على حافّة الانتحار إلى سيلفيا بلاث
( 650 | 0 | 1 )
الإمام إلى جدّي علي بن أبي طالب ، كرَّم اللهُ وجهَه
( 650 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 644 | 0 | 0 )
ليل نهاريّ (نُصوص الباب)
( 637 | 0 | 0 )
تمهّل يا كعب
( 621 | 5 | 0 )
فَعلتَ ما قُلتَ
( 619 | 0 | 0 )
أُمُّ الدّنيا .. لا تنام ! إلى القاهرة
( 619 | 0 | 0 )
حارسُ المقبرة
( 617 | 0 | 0 )
ياسمينة لابن خلدون
( 615 | 0 | 0 )
الأرضُ مِحرابي
( 612 | 0 | 0 )
القدس في قرطبة
( 611 | 0 | 0 )
لكَ لا لغيركَ
( 609 | 0 | 0 )
خطاب الفتى العربي
( 609 | 5 | 1 )
سيّدة الياسمين
( 606 | 0 | 0 )
هي أُمّي
( 600 | 0 | 0 )
رفـح
( 594 | 0 | 1 )
الطلاء
( 586 | 0 | 0 )
كُنّا نلعبُ ..
( 574 | 0 | 0 )
مملكةُ الوسواس
( 573 | 0 | 0 )
المُهاجرُ في وطنه
( 572 | 0 | 0 )
غزّة؛ سؤالٌ وجواب
( 570 | 0 | 1 )
على النَّهر
( 570 | 0 | 0 )
ستخرجُ عمّا قريب..
( 569 | 0 | 0 )
بوذا
( 566 | 0 | 0 )
النائِمَة
( 559 | 0 | 0 )
وجهُ القدس
( 558 | 0 | 0 )
خُذْ مِعطفي
( 555 | 0 | 0 )
شيخ المكان / الحكواتي
( 555 | 0 | 0 )
هذا أنا
( 553 | 0 | 0 )
أحلام ابن النبيّ
( 550 | 0 | 0 )
مصر ؛ أعلى من الكلام
( 549 | 0 | 0 )
مِيمُ المُريد (إلى مريد البرغوثي)
( 549 | 5 | 0 )
الصِّدِّيقة عائشة
( 548 | 0 | 1 )
مصر التي لا تنحني
( 546 | 0 | 0 )
العراق
( 544 | 0 | 1 )
حريّة
( 535 | 0 | 0 )
الكرديّ الأول
( 533 | 0 | 0 )
نادت عليك القدسُ
( 530 | 0 | 0 )
حقيقة
( 530 | 0 | 1 )
لا ظلَّ للضوء
( 529 | 0 | 0 )
عمّي معروف
( 528 | 0 | 0 )
عوج بن عناق أبو العماليق
( 528 | 0 | 0 )
تُقلِقُني النَجمةُ في الأَنحاء
( 526 | 0 | 0 )
الطفلة إلى عهد التميمي
( 525 | 0 | 0 )
الحُسن والحزن
( 521 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 517 | 0 | 0 )
سيّد العائلة
( 516 | 0 | 0 )
أرض الغزالات إلى بلاد حوران
( 514 | 0 | 0 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 512 | 0 | 0 )
يا ربّ
( 505 | 0 | 0 )
النَبيّ
( 502 | 0 | 0 )
مولد العكّوب إلى الشاعرة فدوى طوقان
( 499 | 0 | 0 )
يا سِنينُ .. ارْجِعي !
( 499 | 0 | 0 )
مثل الأشباحِ.. وحيداً
( 496 | 0 | 0 )
قانا
( 492 | 0 | 0 )
أبجدية الأرض
( 492 | 0 | 0 )
مغناة الديكتاتور
( 491 | 0 | 0 )
أنبياءُ بلادِ الشَّهْد
( 489 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 488 | 0 | 0 )
غزة الله
( 487 | 0 | 0 )
سيرة هاجر
( 487 | 0 | 0 )
الولدُ الصوفيّ .. المصريّ
( 480 | 0 | 0 )
قاوِمْ
( 479 | 0 | 0 )
أبي.. يا أبي
( 478 | 0 | 0 )
جَنّة الكائنات
( 477 | 0 | 0 )
لنكسرَ الغول
( 474 | 0 | 0 )
تُقى
( 474 | 0 | 0 )
الموسيقى عاريةٌ ! .. لا أعرِفُها
( 474 | 0 | 0 )
قالوا
( 472 | 0 | 0 )
مَنْ أنْتَ .. ؟!
( 469 | 0 | 0 )
كيف الخلاص؟
( 468 | 0 | 0 )
خَسْف
( 457 | 0 | 0 )
الدخان
( 457 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 456 | 0 | 0 )
كان جِيماً
( 453 | 0 | 0 )
حَبَّتان على الصدر !
( 452 | 0 | 0 )
الإمام
( 451 | 0 | 0 )
المهرج وحيداً
( 449 | 0 | 0 )
صُورة حَمدان
( 448 | 0 | 0 )
الدخان
( 448 | 0 | 0 )
لَوْحَات
( 448 | 0 | 0 )
رُبّما !
( 446 | 0 | 1 )
هجرة آمنة من بيتها إلى المخيم
( 435 | 0 | 0 )
يا صاحبَ العِيس (بيان سياسي)
( 428 | 0 | 0 )
إضراب عن الطعام إلى الشهيد رامي الغزاوي
( 425 | 0 | 0 )
تُقى
( 424 | 0 | 0 )
أجندة الوحيد
( 417 | 0 | 0 )
حوار بسيط قبْلَ الحربِ
( 372 | 0 | 0 )
كيف الخليل؟! اللقاء الأخير مع عز الدين المناصرة
( 346 | 0 | 0 )
طُوبى لَهُ: إلى غريب عسقلاني
( 324 | 0 | 0 )
ليلى قيس
( 320 | 0 | 0 )
الماشطة؛ أُمّ الرّيحان
( 314 | 0 | 0 )
نبوءات العَرّاف بعد الحرب الدائرة
( 300 | 0 | 0 )
عائدون إلى فراديسِ الجنون إلى صديق ..شرقَ النَهر
( 297 | 0 | 0 )
قبْلَ الحربِ بذِكْرَى
( 265 | 0 | 0 )