تفِرُّ البراري إليكِ
لينقضَّ نسرٌ
على نهدِكِ البدويِّ
الذي يلمعُ الآن تحت قميص المساء
كجوهرةٍ في حنايا الجبال
ويرعشُ
حيناً كأرنبةٍ خائفةْ
وتلفحني (دِلْكةُ) الرعَشاتِ
تسِحُّ الجدائلُ بالعبقِ المُتهدِّلِ من شجرِ العرقْ
وصندلُ (بارا)
يفوح على خصرك الراعشِ المُرتجفْ
ونرقصُ
حين تسيل المعادنُ
من جسد السِّنْديانةِ شلّالَ عطرٍ ودَمْ
وتنثالُ رائحةُ المنجمِ الفحميِّ
نعود إلى رقصةِ
(الكمْبلا)
وإلى الأرخبيلِ الخِضمّْ
وزئبقُ إيقاعنا
بالحُمَيَّا يفلُّ عظام التلالْ
ونرقصُ نرقصُ
مثل الحُبَيْباتِ في شبقِ الرملِ آن احتدَمْ
ونخرجُ عارين من عُشَشِ الأغنياتِ
نُشَمِّسُ أجسادنا
بالزيوتِ
ولحن القِدمْ
ونلتاذُ بالحضرةِ السابعةْ
ونعود خفافاً
لنملأ جرّاتنا العسجديّةَ
من فارعاتِ الرخامْ
ونكتبُ في زخمِ (المَحْلَبِ الكُردُفانيِّ) أشجاننا
ونُغسِّلُ أجسامنا بالغرامْ
كثيرون من سكبوا في القصيدة أحشاءهمْ
ثُمَّ غابوا بفتنتِهِمْ في زحامِ الزحامْ
ونحن نظلُّ
نسوق إليكِ قطيع اللهيبْ
سُلالةَ جمرٍ
من الشِّعرِ خامْ