شاعرٌ مصريٌّ (1976-) مختلفٌ في إدراكه للناقص في الشعرية العربية.
563 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "كلب بودلير" لـ "عبيد عباس"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "كلب بودلير" لـ "عبيد عباس"
كلب بودلير 0
مشاركة القصيدة
أعمى
هى الأرضُ
تعبرُ للزيفِ حُلما ؛
ونحنُ الغيابُ الذى فى الغيابِ يُرافقُ أعمى
تذكرتُ بودليرَ فى نصِّهِ ذائعِ الصِيتِ " كلْبٌ وقارورةُ العطرِ " *
لكننى لم أكنْ مثله فى الحقيقةِ مندهشًا
أن يشيحَ عن العطْر ذا الكائنُ الضيِّقُ الروحِ ,
كيفُ يترجمُ هذا المجازىَّ ذا المُتعلِّمُ بالشرطِ ؛
يُقعى ويجرى ويأكلُ بالشرطِ ؛
ينبحُ حين يجوعُ ,
وحينَ يشمُّ الخطورةَ والخوفَ من عابرٍ يشرئبُّ ,
وقد لا يهبُّ إذا كان منهمكًا فى بقايا طعامٍ ,
ككلبٍ
يرى , كالحقائق , كفَّ الصديقِ المُربِّت دومًا على رأسِه /
وجهَ هذا العدوِّ على الماءِ مُنعَكسًا /
والخلاءَ الذى لا يشى بخرابٍ قريبٍ ,
كما تفعلُ الجاذبية بالمتحركِ
تسحبُه نحو هذى السفوح الغريزةُ ,
لا يشمئزُّ من الماءِ مختلطًا بالمخاطِ ,
ومن شاعرٍ ساجدٍ فى البلاطِ ,
ومن قاتلٍ يحمد اللهَ
بعد التهام أخيهِ المعدِّ لأمثالهِ فى السماطِ ,
يرى كلّ شىءٍ
ككلبٍ
يرى ..
تفسدُ الكونَ من حولهِ قطَّةً
فى القمامةِ تبحثُ عن قوتِها , ( الشارعُ الآن
للموتِ أو للتسوُّلِ )
فيما هنا النيلُ للشرْبِ
أو للتبوُّلِ ,
لا تعرفُ الكائناتُ الغبيّةُ غير المباشرِ ؛
فى الغيمةِ الماءُ ,
فى الموتِ هذا الغيابُ الطويلُ الطويلُ ؛
فهل يصطفى بين كلِّ البدائل إلا المتاحَ ؟
وكيف سيدخلُ من عقله الضيّقِ الآن هذا البراحَ ؟
وكيف سيفهمُ ما يدَّعى الماكرونَ ,
بقطرةِ عطرٍ يعدّل عن قتلِ هذا الوجودِ الوجودُ ,
هو الحارسُ المحضُ ,
لا يعرفُ الشىءَ بالنظَرِ الكلْبُ ,
يبدو عليمًا من البعدِ ,
يبدو ككل السياقِ سعيدُا ؛
لذلكَ ظلَّ هو الكائنَ المطمئنَ بهذا العراء ,ِ
له سيِّدٌ عارفٌ به يحتمى ,
وله كلبةٌ , مثله فى البراءةِ ,
يفرغُ فيها المنِىَّ وبعضُ الجِراءِ ,
له الآن شىءٌ من الأرضِ ,
حتى وإنْ حازَها المجرمونَ فهم عاقلون وأقوى ,
وشىءٌ من الضوءِ ,
شىءٌ من الشىءِ يكفيهِ حتى يظلَّ قليلا على حالهِ الآنَ
أفضلُ من غيرِهِ , الآنَ ناجٍ من الشكِّ ؛
ناجٍ من المعطياتِ السقيمةِ للعقلِ ,
هذا الذى لن يبدّلَ , إذْ يجهل العطرَ ,
من واقعٍ لا يناسبُ سكَّانَه ,
ليظلَّ يجسّدُ , كالسامريينَ , معنى الإلهِ ومعنى الحياةِ ,
ولن يتطوَّر ما دامَ لم يعبرِ السورَ ؛
خلف الرمالِ المُناقضُ ؛
إذ قالتِ الكائناتُ الحزينة ,
خلفَ الحقيقةِ تلك الحقيقةُ ,
وهو على حالهِ
كلبُ بودلير داخل هذى القصيدةِ ,
قد لا يرى نفسَه كلبَ بودلير
وهو يشيحُ عن العطر بحثًا عن الفضلاتِ ,
ليقبع فى ذاتهِ ,
وهو يحسبُ , من جهلِه , أنه المصطفى فى فصيلتِه ,
قد تدرّجَ من كلب صيدٍ
لكلبٍ يجرُّ على الثلج زلاجةً ,
وانتهى للمصير الطبيعى , خارج هذى القصيدةِ ,
" كلبٍ يرافق أعمى "
الآراء (0)
دعمك البسيط يساعدنا على:
- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات