لـِـــمَ العويــلُ وهذا القلبُ ما كفـَرا
وخيمــةُ الليل ليست للرجـــا حجرا
توسِّــــدُ الظلمـــةَ العرجــــــاءَ أمنيةً
وتنقـُـــرُ الحلــــمَ حـَـباًّ ناطـراً مطرا
هـــــذي السمــــاءُ وهذا الليلُ مدَّ يداً
حنونــــةً تُطعـِــــمُ الأشراف والفقرا
على شفاهـِـك هذا المــــاءُ ترفُـــدُهُ
أفــلاجُ تـوقٍ بها نبض الحنين جرى
وخلــف ظهـــــرك أمٌّ وابتهـــالُ أبٍ
بخافقيــن أمــــــام الآهِ ما زفــــــــرا
تساقطـــــوا كلهــــم دمعـــــاً وأدعيةً
نحو السماء .. فجــاء اليأسُ منكسرا
أطلق لصوتـــــك ترنيماً لـــــه شجنٌ
فدونك الريـــــحُ هـــزت للغنا شجرا
وعلّقَ الصبـــــحُ قنديلاً تطوف بـــه
أنفاق عجزكَ فاصدحْ..تستفيقُ قُرى
كل الذين بكــــوا للبؤس ما عزفـــوا
ولحـــــنُ حزنِـــكَ أعطى للغنا وترا
وجبهةُ الروح كم تشتـــاق لهفتُهـــــا
لدمعتين وقلــــبٍ بالرجــــــاء سرى
سترتقي فوق صرحٍ عينـُـه لمحـــت
غيثاً من الألـَــــق العلوي ليس يُرى
فصرحُ فرعـــــون هدَّ الظلمُ هيبتـَـهُ
وأنـــــت دعـــــوةُ أمٍّ تقطـِـفُ القمرا