كفتان تشقان صدر السماوات - معتصم الأهمش | القصيدة.كوم

شاعرٌ سودانيٌّ (1992-) ملامحُ قصيدتُه مشوّقة كصورة جنين في الرحم.


544 | 0 | 0 | 0



عارياً
سرتُ
في
فلواتِك
بالليلِ
تلك الفوانيس تأخذني لجهاتك
للنهدِ في جسدِ الضوء للقمةِ السابحة
حيثُ سرتُ تشظيت عني صغاراً من النورِ
يستبقون لقاءك
أرجوحةً بين غيبي وموطن هذا الشهود
‎حيث من بابك المتأرجح بالأفق
ينهمر الميتون
‎يوارون أرواحهم في يفتعلون الخطى بي للبحر
‎والبحر لما يزل ناهضا ليلاقيك
ياموج من
‎وهب الجرح للريح والدم يقطر
والطرقات التي
‎تعشب الجوع لاهثة في المنافي
‎أحبك مذ مس كفك جرحي
‎وفتحه للنوافذ
‎مذ قلت لي
‎إننا والشوارع إذ نتجول فيها تسرب
‎أخبارنا للإله
‎أحبك
‎ما بيننا كل خيط من
‎الماء
‎والنور
‎والطين
‎والدم
‎يربطنا
‎كل ما حولنا
‎ما ترى الأرض حين ترفرف بين المجرات شاخصة بالأسى
‎والسراب هياكلك المترنح فينا
‎غرقنا ولا بحر
‎والظل ما امتد يثمر أغنية فوق صدر الحبيبة
‎أرجوحة للهديل المخيف الضباب الذي في دمي
‎والبحيرات من أمسه وغد
‎والضفائر من هامة الغيب تندلق
‎استدركي

‎وجهي الآن غابةٌ وشهابُ
‎صوتي الآن
‎فارغ ولعابُ
‎صدرك الآن سرب
موجٍ
وبابُ
‎ويمامٌ
وضفةٌ
وسرابُ
‎صدرك / الفرع كلما رف
مُدَّت بين هذي الجهات كفٌّ سحابُ
‎أقطف الحزن ثم أثمر
وجهاً
وليال
تمجها الأنخابُ
‎وجهكِ الآن من رياح
ووجهي من فراغ وكل أفق ترابُ

‎تراب جوانب هذا الوجود
‎متى ينطفي كي تظل وحيدا كما كنت
‎ياهو ياأنت يانحن يا أنت
‎من خلق الأفق
للماء
‎والماء
للحزن
‎والحزن
للجرح
‎والجرح لي
‎من تفتق في جب روحي كلبلابة صعدت للغيوب السماوات
‎وارتعشت بيننا
‎أنت لست وحيداً لتخلقني
‎أنت لست انا
‎وأنا انت
‎كم صوتك الدفئ ثلج
‎وكم كفك النار ماء
‎وكم بعدك الظل قرب
‎أناديك
ينزلق الصوت بي لمراياك شيطانها يتفتح ما بينها
‎أعرف الآن أنك لست الذي قد أراه بها
‎فالوجود
‎إطارٌ
‎وأنت على نسجه حين أفلتَّ ألوانك الأم في لوحة خلقتنا ظلالا

‎باتجاهٍ له
ثقوب ودربُ
‎وخطاي الغروب
منك تهبُّ
‎يالكفي إذا تمسك أفنى
‎وإذا مسني بكفك ثقبُ
‎سوف يمتصني لآخر
‎نجم
‎فيعود الوجود
نحوك يحبو
‎لم يزل قلبك المهول سماءً لسمائي
‎وكفك الآن دربُ

ويدي شجرٌ والعصافير بسمتك الذاكرة

كل ألواننا تتعرى
وميقاتنا عند ظلين ينفردان بتقبيل
أشلائنا
هل عرفتك بي ربما
نهض الوحي بين دمي طاعناً في مدائنه
وانزوى
بي عتاب الينابيعِ في كأسكَ العلوي
وأرجوحةٌ من عباراتنا
إذ صرخنا
لدى الوقت أحجية
ولدى الباب مفتاح أغنية
ولدى الورد قافيتان حميميتان من الأمس
قال الوجود
فصرنا
وأيدنا جرحنا
عانق الليل قلباً وأرسلهُ
عند واديك
تُفتح لي شفةٌ / شمعتان بظلمتك الهادرة

جسدي في انهمارٍ إلى نَهَرِ العدم
الآن ينسل مني جناحٌ
يفتت في الريحِ ضوءاً
وللناظرين ورائي الصلاة

فمذ كان وجهي بطفلٍ تيقنتُ أنك طفلي
ومذ كان طفلي بقلب تأكدت أنك نبض
ومذ كان نبضي بغيب
تأكدت أني منك
غصوناً وجذراً
وما بينها
من عروق
كؤوس / بحارٌ
ولا ينبغي أن أنام على موجة من رؤاها
ولا
مرة
أن
أفيق
كان سكري طريقاً يدب بروقاً
وخطوي إذ الأرضُ تنصدع
الجسر نحوي
خرابٌ وكفاي كانت
تحيك سماء جديدة

أفقت وعيناي
أعمدةٌ
وقف
الميتون
عليها
الغيوم حكاياتهم
ورياحك كفان تغتسلان باعينهم
وبأعينهم
ميتون أخر

مرت الأرض بي
فتناثرت قلت
لدى الترب روحٌ سألهبها
وسأرقب ناياً يسبح في مهدها
وصليباً بآخرها
فالجذوع صدى رحمةٍ
والثمار أيادي المحبين
نادوا بأنفسهم لي وما علموا أنني خفقُ
كل بكل وبعض ببعض وما أشرقوا كان بي
فتنادوا
يغنون نرقد في سرر الأغنيات
على ورق أبيض
وأخط عليهم : أنا هارب فيكم وأنا واحد منكمُ
وأنا بدؤكم
فالرجوع بأن يرجع الماء للنبع
والنبع للباب
والباب للغيم
والغيم للموت
والموت للظل
والظل للنور
والنور للعتم
والعتم نحو يدي
ويدي فوقكم لجج من فناءٍ عظيم
سيجذبكم للمعاد
‎كنت قلت لي الآن
‎أني بعينيك ياربُّ إذ أتلفتُّ أنظرُ
‎في كفتي
الأرض
‎في خطوتي
الكون
‎في بسمتي
الطفل
‎في شهقتي
الأم
‎في دمعتي الخوف
‎لا الحزن
‎في ضفتي الدم لا الماء
‎في أفقي
‎كفتان
تشقان
صدر
‎السماوات
‎فلتخرج الآن


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: