ظل مضئ - معتصم الأهمش | القصيدة.كوم

شاعرٌ سودانيٌّ (1992-) ملامحُ قصيدتُه مشوّقة كصورة جنين في الرحم.


563 | 0 | 0 | 0



قوسكَ الليلُ
والمرايا ندائي
كل سهـمٍ من الأمـامِ ورائي
كنتُ أغريتُ بالسراب فقل لي أي أفق سيشتهيهِ عمائي ؟
لفظتني الحياةُ سهماً جريحاً نحو نفسي لألتقي أشلائي
لستُ للحبِ أعتريكِ انتشاءً
بل من الحبِّ يعتريكِ انتشائي
يا عيوناً إذا نظرتُ إليها
عدت تفاحةً لألفِ سماءِ
غصتُ عينيكِ عتم غارٍ وغارٍ كان فيها يشدني لفنائي
وأنا غارقٌ
وما فُجَّ ثقب لي من البعدِ
كي يلوح ضيائي
ها أنا شمعةٌ تسيرُ وخطوي نابتُ النورِ في رؤى الشعراءِ
والينابيعُ تجتبيني بعيدا
لوجودٍ
ملولبِ
الأنواءِ
لضبابٍ يذوبُ في الأرضِ
جمعٌ مرَّ قربي ركضتُ نحو بكائي
قلتُ للريحِ نايُــكِ الجرح
فامضي ...
وانزعي الموتَ من نزيفِ غنائي
واحمليني
بريشةِ الحلمِ نجماً
لأُرِيْقَ السنا بكلِّ فضاءِ
قبل أن تجرف المدامعُ عُمري
والرؤى لجةٌ وما من هواءِ
كنــتُ أشعلتُ موجةً نحو سربٍ من حروفٍ تُقِـلُّـني لانطفائي
كنتِ أغريتني بهمسةِ عطر
فيهِ أغويتني بدفء النساءِ
كنتِ فجرتني بذاتي مراراً لبعيدِ الأعماقِ
من أنحائي
خفقةً للنسيم
ترفلُ شَعْراً حين أفلتِّ خصلةً للمساءِ
وخدود
يفتَّقُ الوردُ فيها لفرَاشٍ في الروحِ تحت الغطاءِ
سرتُ يارعشةً تدقُّ بدربي
غابةً
غابةً
بنبضٍ مُضَاءِ
ورأتني الأشجار
أنزف عصفوراً
ويمضي ليقتفي أرجائي
صاعد الحرف
في معارجِ جرحي من لغاتٍ ضنينةِ الأسماءِ
لا تريني
حقيقةً
صاحَ كنهي
وجهتي عشبةٌ بكلِّ خباءِ
فالتقيني
على عناقٍ سريعٍ
في فَمِ الغيبِ لثغةً مِنْ هباءِ
أو
على أنةٍ بربوةِ روحي
وقتها الرمل
ناهض النار ...
ناءِ
حينها
نغسلُ الجهات من الأمسِ
انتظاراً لوجهةٍ
لا تُـرَائِي
حيثُ أعلو
وأفقُ عيني مهولٌ وأنا واقفٌ ونعلي سمائي
وتعود الأرواحُ
آخرُ ظلٍّ يتلاشى فالروحُ محض ضياءِ




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: