براءة - محمد البريكي | القصيدة.كوم

شاعرٌ إماراتيٌّ (1980-) يدير بيت الشعر في الشارقة.


811 | 0 | 0 | 0




بعداً عن الوصلِ خانوا البيتَ وانصرفوا
وخلـّـفوا شجناً في البابِ وانعطفوا
وعلـّـقونا على جدرانِ خيبتِهِم
رسماً قديماً من الأوهامِ يغترفُ
ولم نكن غير ماءٍ في جداولـِهـِـم
بوصلهِ أفطرَ الإحساسُ والشغـَفُ
وأنكرونا وكان الطفلَ مدمعُنا
وعند دمعةِ طفلٍ يـُـكسرُ الصلـَـفُ
الأرض تشهدُ والوجدانُ يـُخبرهم
لسنا من الآن. كنا قبل نعترفُ
كانت طموحاتُنا طفلاً يُلاعبُهم
وحينما كبُرت في قلبنا زحفوا
كانوا طريقَاً إلى المنفى.. تزجُّ بنا
أهواءُهم .. ومسارُ الضوء ينحرفُ
كنا نُمرجِحُ تحت السدرِ لهفتَنا
نشدو بحبٍّ وكان العازفَ السعفُ
ودوننا رايةٌ هذي النفوسُ لها
سورٌ يدلِّلُها والمجدُ يعترفُ
وإن رجعنا كتبنا في دفاترنا
عاشت بلادي وعاش العزُّ والشرفُ
كم لوَّن الحب بالآمال واحتـَـنا
فهل ستَكتُبُ عن أحلامنا الصحُفُ؟
كم خبّأ الصبرُ عن حساد قافيتي
ضوءاً يشعُّ فنورُ الحرفِ يلتهفُ
كم من قصائدَ صار الدمعُ عازفَها
وأغرقَ اللحنُ من قالوا ومن عزفوا
يا أيها الصمت لا تقسو على لغتي
إنَّ الأغاني بجفن الليل تأتلـِـفُ
إني أُفتِّشُ عن قلبٍ أبوحُ لهُ
يهدهدُ العزفَ.. بالأوتارِ يلتحفُ؟
في الأرضِ أغزلُ أحلاماً لذاكرتي
فتنقضُ الريحُ حلمي ثمَّ تنصرفُ
سقتُ القبائلَ .. فالبحرُ الذي غرقت
فيه الأماني ببطنِ الليلِ يرتجفُ
وعدتُ أبحثُ عن ظلٍّ لقافيتي
لقد تعبتُ فأين الظلُّ يا شغفُ؟!
إني أطرزُ فوق النجم قافيتي
فيُزهرُ الضوءُ بالرؤيا وينكشفُ







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)