من دمعتين - محمد البريكي | القصيدة.كوم

شاعرٌ إماراتيٌّ (1980-) يدير بيت الشعر في الشارقة.


1068 | 0 | 0 | 0




"كلما اتسعت الرؤيا، ضاقت العبارة"
"النفري"

وطــــنٌ بلون الحلمِ يعزفُ.. يا تـُـرى
ألديـــــك ما يكفــــي لتُبصِر ما أرى؟
تتلبـَّــسُ الغيــــمَ الذي خرجــــتْ لـــهُ
أنفـــاسـُـنـا بالأغنيــــــات ليـمطــــرا
لن يكشــــفَ التأويـــــلُ خلفَ ضبابـِهِ
شجــــراً يظلـِّــــلُ مقلتيــــــكَ و أنهُرا
للبيـــــت فــي سَفـَــرِ القصيدةِ حاجبٌ
و الليـــلُ ​في نفــــق المدينـــةِ كبـّــــرا
مـُذْ كان بطنُ الحوت يحضِنُ صرخةً
البحـــــرُ كان علـــى الغوايةِ مُخبِـــرا

أنا لا أسبـِّـــــحُ كــــي أســـــوقَ قبيلةً
جُرحي قبائــــــلُ والحروفُ له قـُرى
ما عـــدتُ من بحــــر الضباب بغيمةٍ
الغيـــــمُ عــــاد و لستُ أفهمُ ما جرى
عـَزفـَتْ على عــــشِّ الطموحِ حمامةٌ
لكــــنَّ هـــــذا العـــــشَّ كان مبعثــرا
ودخلــــتُ في حربٍ أذودُ عن الحِمى
و حملـــــــتُ وَرداً ‏​​‏​‏​‏​‏​‏​‏​​‏​‏​‏​‏​‏​في يديَّ و خِنجرا
لـــم تنكــــر الصحــــراءُ نقعَ غبارِها
فالسيـــفُ يعرفُ في الوقيعة "عنترا"
من دمعتيـــن على جنــــــون طفولتي
أحضرتُ حبـــــراً للجنــــــون ودفترا
وكبــــرتُ أغســــــلُ بالدموع مدائني
والدمـــــعُ مـــن عين الدروب تبخـّرا
منفـــــايَ من سعـــــفِ الغوايةِ سقفـُهُ
والشمــسُ تهتـِكُ عينُها عرضَ الثرى
أنا صاحـــــبُ الحوت الذي دفعت به
للمــــوج أخطــــــاءٌ ليُبحــــرَ مُدبـِـرا
أنا طائـــــــرُ الفينيــــق أنحتُ غربتي
في صخرة المنفى و أبحــثُ عن ذُرا
آتٍ من البحـــــر العميــــقِ وفي يدي
للمتعبيـــــن علــــى شواطئـِــــهِ قِرى
آتٍ من الصحـــــراءِ روحُ حقيقــــــةٍ
تهتـــــزُّ في سعـــــفِ الرجاءِ لتُثمرا
وطـــــنٌ هو الجنحُ المرفرفُ في دمي
لكنَّ صـــوتَ الحلــــمِ قــالَ وفسـّـرا:
ما جـــاء طيرُ الوصلِ يكسرُ غصنـَهُ
الغصــــنُ قبـــــل الطير كان مكسـّرا





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: