على عتبات الوقت - محمد البريكي | القصيدة.كوم

شاعرٌ إماراتيٌّ (1980-) يدير بيت الشعر في الشارقة.


1172 | 0 | 0 | 1




توضأتُ، والمصباحُ ملَّ توسـُّلَهْ
وروحي على سجادة الوصلِ مُرسَلَهْ
يـُدثـِّرُني جرحي وأشعرُ أنـّـهُ
جوادٌ مع الأيامِ قد جرَّ سلسلهْ
لهُ في سريرِ الغيمِ أنفاسُ راهبٍ
لهُ في مرايا الريح عرشٌ ومنزلَهْ
مددتُ لهُ قربَ المجرات سـُلَّماً
فطاولَ معراجَ الفضاءِ ليـَغزلـَهْ
وما خِلتـُني والريحُ تمتصُّ رغبتي
سوى قمرٍ والنورُ في الغيب أشغلـَهْ





خلوتُ وليلُ العاشقين قبيلةٌ
تـُفتـِّشُ في الأحداقِ عن ظلِّ سـُنبلـَهْ
أجوعُ إلى ليلاي .. تلكَ حكايةٌ
وليلى بتأويلِ المحبين مـُثقلـَهْ
وأسمعُ أناتِ المريدين تنتشي
تنامُ على لحنٍ وتصحو لتُكمِلَهْ
وخلفَ حجابٍ ساترٍ عن ظنونهم
رأيتُ نبيّاً باسطُ الكفِّ أرسلـَهْ
وقصراً مشيداً في خياﻻتِ أمـّةٍ
تباكتـْهُ أعواماً وبئراً معطـّـلةْ
إلى أين؟ هذا الضوء يمتدُّ من دمي
ليسبحَ في معنايَ حتى يبلِّلَهْ؟



طويلٌ كرمحِ الذنب في ظهر أمةٍ
تقاتلُ بالزيتونِ وهي مزلزلةْ
تغيبُ وأبوابُ السماءِ لأجلِها
يفتِّحُها كفٌّ تباكى لتقفـِـلـَـهْ
هربتَ وفي بغداد عرسٌ ومأتمٌ
أيا "بشرُ" هل يأتيكَ وحيٌ لتسألَهْ؟
وحولَ ظلالِ الياسمين حكايةٌ
تقول بأن الأمنياتِ مؤجّلةْ
ومن سبأٍ يحكي لنا الطيرُ أنهُ
بصنعاءَ بلقيسُ الأمانِ مكبّلةْ
إلى أين؟ هذا البحرُ يجترُّ خطوةً
تـَتـَبـَّعـَـها الفرعون حتى تـُدَلـّـِـلـَـهْ



يصلّي إماماً ظلُّ خوفي ولا أرى
صفوفاً بهذا الليلِ تهوي لأرملةْ
كثيرون كانوا في الخباءِ وخلّفوا
على عتبات الوقت ذكرى مبجّلَةْ
لماذا يشيخُ الليلُ والليلُ عاشقٌ
يوزِّعُ قلبُ المغرمين قرنفُـلـَـه؟!
توضأتُ .. يا الله.. هذا ملاذُنا
تـُلـبِّسُنا ثوبَ الظلامِ لنُشعـِلـَـهْ





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: