شيفرةُ الماء: ما أكفرهْ! ♥ - نجود القاضي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ يمنيّةٌ حاصلةٌ على العديد من الجوائز العربية.


499 | 5 | 0 | 2



لا يعذبني
غير وجهي الذي لم أرهْ

المرايا الكفيفات
لا يتهجأن سرَّ التفاصيل في صدأ الروحِ،
في زحمة الانشغالِ بتلميع واجهة العرضِ
ينسين رفَّ الغبارِ على حائط الذاكرةْ

ثم تنسى أناملهن النحيلةُ
أن تمنح الذوقَ كبسولةً للشفاء السريعِ من الوهم،
من مرض الكبرياءِ الملفقِ،
من جوقةِ الأصدقاء الفراغِ،
ومن صخبِ المقبرةْ

لا يعذبني
غير تلك العناكب في ردهةِ القلبِ
علَّقها الصبرُ خيطاً فخيطاً
لتقنصَ من جسدي
جوهرَهْ

والزوايا النوايا التي اختمرَ الليلُ فيها
وفي غفوةِ الماءِ تطفو الطحالبُ،
تنمو على ثوبهن المكيدةُ،
ينزلقُ العابرون القدامى
ويلتقطُ الطارئونَ الكُرَةْ

لا يعذبني
غير صوتي الذي يمتطي المهرجان
ويسبح في الريحِ،
يصرخ ملء الغرور
وأصداؤه
ثرثرةْ

والصحارى التي سكبت في المجاز اخضراراتِها
ثم عادت إلى كنهها
مقفرةْ

لا يعذبني
غير رائحة القبو تعبق بالبرد
والقشعريرةِ
والندبِ الغائرةْ

لا يعذبني
غير هذا الفراغ المعلَّق بيني وبيني
إذا انتحلتْ مومياءٌ دمي
أو أطلَّ الشحوبُ على اسمي
ولم يُنسِهِ
آخَرَهْ

والدُمى تتزينُ في الشارعِ العامِ مثل القصائدِ،
فاترينةٌ هذه الأرضُ
والجاذبيةُ لعبتُها
والخيالُ المبكرُ يرمي السكاكينَ في جسدِ الوقتِ
ثم يقيسُ المسافةَ ما بينَ جرحين
بالمسطرةْ

والدوائرُ/هندسةُ المستحيلاتِ، دوامةُ الشكِّ
تنتابُ رأسي
وتغزوه
دائرةٌ
دائرةْ .






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)