الجُندي - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


627 | 0 | 0 | 0



واقفًا في تَذكُّرِ بنتٍ
يُرَدِّدُ ما قاله في الوداعِ:
لأنَّ البلادَ تُربِّي المَقاهي
على شغفٍ أخضرٍ في دماءِ كِلَيْنا
ستَجمعُنا قهوةٌ في الحنينِ إلى طَعمِها
فاذكُريني..

رفاهيةٌ هي أن نَتذكَّرَ
في زمنِ الإرتِطاماتِ!!
ضَمَّتْهُ في لهفةٍ بعدَ أن قالَها.. وبكَت؛
كُلما غابَ كانت تَقصُّ ضَفيرتَها
كمُحاولةٍ لاختبارِ أنوثَتِها في الولاءِ إليهِ
ولكنَّها نَسيَتْ أن تُصارِحهُ في الوداعِ الأخيرِ
بأنَّ ضفيرتَها قد نَمَتْ قبْلَ عودتِه مَرَّتينِ!

على رأسهِ وَضعتْ قُبلةً
قبلَ أن يَرتدي كابَهُ العَسكريَّ
تَبسَّمَ.. وابتسَمتْ
فاستدارَ وسارَ إلى الرُّفقاءِ
وفَوْرَ انطلاقِ القطارِ بَكتْ مِن جديدٍ
لتَصدمها الريحُ بالكابِ
لكنَّهُ أحمرٌ.... (ليسَ نزفًا)
ولَكنَّها القُبلةُ اعتَقدَتْ أنها صُنِعتْ للِّقاءِ
فلمْ تَكتملْ في الوداعِ.. وعادت.

هوَ الآن في دَربهِ لسلاحهِ،
أمسكَ صورتَها ثم قال:
إذا أنا أنهيتُ هَذِي الحروبَ التي سأخوضُ لأجْلكِ
هل نَلتقي؟
لم تُجِبهُ
فلم يَخُضِ الحربَ
لكنهُ
_دونَ أيِّ اشتباكٍ_
أحسَّ بطعمِ الهزيمة!

في فَجرِ يوم الحراسةِ _أوّلِ يومٍ هناكَ_
استفاقَ على صوتِ قنبلة سَقطتْ بجوارِ سَريرهِ
تُوشكُ أن تَتَفجَّرَ
لكنَّهُ شافَ عندَ البيادةِ
صورةَ تلكَ الفتاةِ ممزقةً
فأحسَّ خِيانَتَهُ لِـاسْمِها
وانْتحرْ!!..
......
مثل عادِتهِ ياكلُ الوقتُ مِن قاطعَيهِ
لقد مرَّ في واحدٍ كالقطارِ
وفي آخَرٍ كالمَحطةِ
لكنَّ شيئًا تَعَطَّلَ في العائِدينَ
فلم يُشْبِهُوا حامِلِي اللَّافِتاتِ
مَضَى كلُّ حُزنٍ إلى بَيتهِ كامِلًا
وانطفَا قمرٌ آخرٌ
.......
ها هي الآنَ
واقفةٌ خلفَ قُبلَتِها في انتظارِ فَتاها
وواقفةً رُوحُهُ خلفَ دمعِ الجنود تَعودُ..
وليسَ يَعودُ !....
يمرُّ الزمانُ.. يمرُّ سريعًا على كل شيءٍ سِواها
ولازال هذا الفَتى
واقفًا في تَذَكُّرِها /دونَ كابٍ/
يُردِّدُ ما قالَهُ في الوَداع.






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)