قُربانٌ لقيامةٍ أخرى - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


557 | 0 | 0 | 0



”كان ينبغي أن يتألَّم ليقوم.“
(لوقا 24: 46، بتَصرُّف)
..............................................................

قُربى لعينِكِ
سُهدُ العينِ والقَلَقُ
والحبُّ
- ما لم يكنْ من ناسكٍ -
شَبَقُ

لمَّا عشِقنا
تغنَّينا بلوعتِنا
والكاذبونَ تَغنَّوا قبلما عشِقوا

على حوائطِ صمتٍ
علَّقوا صخبًا
والمرهَفونَ بما قلناهُ قد علِقوا

أقسى من الصَّخرِ
حرفٌ حزَّ في ورَقٍ!
والشِّعرُ
- ’دونَ‘ شعورٍ خَطَّهُ -
ورَقُ!

نحنُ التُّمورُ الَّتي
أهدى فسائلَها
أجدادُنا/النَّخلُ
للأرضِ الَّتي عزَقوا

أصغَوا إلى الغيمِ قبلَ الجَدبِ
فانتبهوا
وخَبَّأوا الخَصبَ فينا
عندما وثِقوا

لا نشتكي الشَّمسَ
أنَّ الأرضَ قد عرِقتْ
فلا شروقَ لنا إن لم يكنْ عَرَقُ!

تكبَّدَ الحُلْمُ إخفاقاتِ واقعِنا
وما أضاءَ..
فراحَ الكلُّ يَختلِقُ

جئنا شموسًا
وقد كانَ الضِّياءُ رُقًى
يُتمتِمونَ بها
كي يبرأَ الفَلَقُ

حيثُ الظَّلامُ تعاويذٌ
يُطَلْسِمُها عُبَّادُ ليلٍ،
كسرنا السِّحرَ
فاحترَقوا

جئنا عرايا..
سوى من دفءِ بُحَّتِنا
ومن رُتُوقٍ بثوبِ الصَّمتِ.. تَنفتِقُ

كما النَّبيُّونَ
في طِمْرَينِ من وَجَعٍ
وما تَيسَّرَ من حُلْمِ الَّذينَ شَقُوا

في خِرقةٍ من رؤى العِرفانِ
تستُرُنا عمَّن طَغَوْا ولَغَوْا
إذ زاغتِ الحَدَقُ

نُفسِّرُ الماءَ
بالعينِ الَّتي فُجِرتْ
من كفِّ عينِ الوجودِ الـ فوقَنا تَدِقُ

نبوحُ.. لا نستبيحُ السِّرَّ
فاجتهِدوا.
كم من تآويلَ تُخفي هذه الخِرَقُ!

تَوَرُّطُ الشِّعرِ في اليوميِّ ورَّطَنا
فكشَّفَ البوحُ
سَوءاتِ الأُلَى صدَقوا

ما زالَ فُحشُ (السَّدُومِيِّينَ) يمكُرُ بي
حتَّى خرجتُ بــ (لوطِ) الطُّهرِ
فانسحَقوا

شمَّرتُ عن ساعدي
أغزو سماءَ رؤًى
ففاضَ من فضلِ كُمِّي النُّورُ والعَبَقُ

وحدي سأفتحُ بابًا وسْطَ خارطتي
لأستفزَّ بلادًا
أهلُها انغلقوا

للعابرينَ رصيفٌ..
لا يخصُّهُمُ
أمَّا أنا، فليَ الغُرْباتُ والطُّرُقُ

صالحتُ ليلي على يومي..
ليأتمرا
على عيوني الَّتي بالبوحِ تختنقُ

عندي من اللَّيلِ
بدرُ السُّهدِ.. مؤتلِقًا
... ومن نهاريَ
شمسُ النَّومِ.. تحترقُ

أرتِّبُ الأفْقَ
في سطرينِ من نَزَقي
أمحو وأُثبِتُ
حتَّى يُقرَأَ الأفُقُ

بالدَّهشةِ البِكرِ
يخطو طفلُ محبرتي
على تَغَضُّنِ أيَّامي
وينطلقُ

نسابِقُ العمْرَ
في عمْرٍ يضيقُ بنا
وذاتَ موتٍ رحيبٍ
سوفَ نُستبَقُ

لي
- عندَ خاتمتي -
في الشِّعرِ مفتتَحٌ
ولي براعةُ موتٍ حينَ أئتلقُ

نبوءةُ البعثِ
أن آتي أخلِّصُكُم
ففي (يَهُوذَا)
(مسيحُ)-الشِّعرِ لا يثقُ.


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: