صِــلَـــة - وردة الكتوت | القصيدة.كوم

شاعرة أردنية (1988-)


601 | 0 | 0 | 0




يرجو البيانُ إلى أعتابِهِ سببا
فيَسجُرُ البحرَ.. أو يستوقفُ الشُّهُبا

يحثّ مركِبةً بالعطرِ أوقَرَها
ويرسِلُ اللفظَ أشبالاً وراء ظِبا

إنّي أتيتُكَ معنى عزَّ عن شَرَكٍ
بِمِغزَلِ الحبّ حكْتُ الأحرفَ القُشُبا

ركبتُ عنقاءَ سوّاحًا بسيرتِهِ
يفنى الوجودُ.. وهذا الحسنُ ما نضَبا

دربٌ من النورِ قد جادَت بهِ دِيَمٌ
على الأديم.. وريحانٌ رنا طرَبا

يسقيكَ إكسيرَ حُبٍّ سحرُ مبسمِه
لَدْنُ الجناحِ.. لغيرِ اللهِ ما غضِبا

وعفوُهُ كان حِلمًا عند مقدرةٍ
إنّ السّماديرَ ليست تُقلقُ اللهبا

يا جِذعُ حدِّث عن الأحبابِ كيف همُ
وكيف حبُّهُمُ قد أنطقَ الخشَبا

يا طلحةَ السّهمِ كيف الكفّ قد سبقَتْ!!
فردَّ: أيني من الخبّابِ إذ صُلبا؟!

محمّدٌ ميمُ ضمٍّ..إذ أغُنّ بها
يُكشِّفُ الحبُّ ما بالذّنبِ قد حُجِبا

يبكي اشتياقًا لنا..روحي بدمعتِهِ
وكلُّ جارحَةٍ قلبٌ له وجبا

فليتني الغيمُ إذ مدَّ الظِلالَ هوىً
وليتني الماءُ من كفّيهِ قد سرَبا

صلّى الإلهُ على من حبُّه نَهَرٌ
مَن يرتشفْ غُرفَةَ أظماه ما شربا

يجيءُ طيفُكَ إذ طرفي به سِنَةٌ
وخافقُ الصّبّ من أضلاعه وثبا

هذا اللقاءُ ارتقاءٌ.. أحرفٌ حرِنتْ
ونخلةٌ ولِهتْ فاسّاقطت عِنبا

صلّى الإلهُ صلاةً ظلّها شَجَرٌ
على الحبيبِ الذي في السّدرة اقتربا

ما من نبيٍّ أتيناهُ نشفّعهُ
إلا تعذّرَ بالذّنبِ الذي ارتكبا

تنفّسَ الرّعبُ في قلبِ الورى وغَدَوا
أغمادَ يأسٍ.. ودوّتْ صيحةٌ غضبا

والخطبُ أسملَ عينَ الشمسِ فانطفأت
والنّاسُ لم يُنجهم ما قدّموا قُرَبا

(أنا لها) حين قال الأنبياءُ (أنا)
وحشْرجَ الكونُ في نكبائه تعِبا

أُلهمتَ خيرَ دعاءٍ في محامدهِ
تسترحم الله حتى يكشفَ الكُرَبا

ما نالَ من عُلّمَ الأسماءَ في بُدَءٍ
صِنوَ الثناءِ.. ولا مَن قد أتَوا عُقَبا

لا نوحُ حين استوى.. من بعد ما عصفتْ
بالكونِ عاصفةٌ والكوكبُ اضطربا

ولا مهرولةٌ في البيدِ ما برحَتْ
تستمطرُ الرملَ لا تستمطرُ السّحُبا

تزمزمُ الماءَ والعينَ التي همَلتْ
كأنّ بينهما من كوثرٍ نسَبا

ولا عليٌّ إذا ما خيبرٌ فُتِحت
فنال رتبةَ حبٍّ تسبقُ الرُّتَبا

تُزجي له الحمدَ والتسبيح مرتجيا
يا ربّ إنا لقينا ههنا نَصَبا..

حتى أتاه من الرحمنِ تَكْرِمةً
بِشْرٌ ينالُ به فوقَ الذي طلبا

هو الحبيبُ الذي تمّت محاسنُه
لن يبلغَ الصدقَ مدّاحٌ.. وإن كذبا!

يرجو البيان إلى أعتابه سببا
ولاتَ من عجبٍ إذ تعرفُ السّببا







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)