اسألوا الصَّبارَ عَنّي - وسام دراز | القصيدة.كوم

شاعر مصري يعيش في قرية بسيطة (اسمُها ميت حبيب) بمحافظة الغربية وينتمي إلى أسرة تحب الشعر والفن (1995-)


721 | 5 | 0 | 2



لا أكتبُ بالماءِ
على النَّخلِ اليابسِ
لكني أشعرُ بالغيمةِ
حين يُحوّلُها مَجرى الريحِ
عنِ الصحراء.

لا أكتبُ بالعطرِ
على عُنقِ حبيبي
لكني أشعرُ بالوردةِ
حين يُقدمها ولدٌ
لفتاةٍ لا تهواه.

لا أكتبُ بالريحِ
على قصبِ النهر
ولكني أَسمعُ وجعَ العازفِ
يصرخُ
داخل نايٍ مكتومٍ بالطَّمي.






لا أكتبُ بالشمسِ
على عينِ الأعمى
لكني أشتَمُّ الغابةَ في ذاكرةِ عَصاهُ
وأشعرُ أن فتًى تنقصُه عينٌ
أكثرُ حَظا من غُصنٍ
تَنقصُه شجرة.

لا أكتبُ بالريشِ
على العصفورِ المجروحِ
ولكنْ يوجعُني
أن ينظُرَ لي مَسجونٌ
مِن شباكٍ يبكي فيه العصفورُ المجروح.

لا أكتب بالفأسِ
على الأرصفةِ
ولكني أشعرُ أن الزرعَ يثورُ
وأن الثورةَ
تَخرجُ من شَرْخِ الأسمنتِ
على هَيأةِ وَردة.

لا أكتبُ بالخُبز
على صحنِ فقيرٍ
لكني أشعرُ بالجوعِ
فأغرسُ سنبلةً
وأموت.




لا أكتب بالحبرِ
على شاهد قبري
لكني أعرِفُ
أن الصّبارَ سيَحكي للمَحبرَةِ المُهِمَلة بأنّي
كنتُ أُحِسّ.




الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: