حالي حالُ الكأس
كلانا يهتز
وينتظر سقوط الآخر
ليرى فيه تشظيه
وأيَّ يد ستجنبه عند الحائط
كي لا يجرحَ أيٌّ منا قَدمَ الوقتِ..

_ولكن الوقت يمر ولا ينجرح!
الوقت يمر
كما يجب لسكين
أن تسرق من حاملها كفا
في ليلة عيد الميلاد
ستسرق من شمعته الضوءَ
ومن كعكته الشمعَ
ومن جوعته الكعكةَ

هل تسمعُ هٰذَيْن القدمين!
أجَلْ
لازالُ الوقت يمر:
على دمعتك على بسمتك
على توهانك بين يدين:
الاولى ستراضيك
وتنزع منك خناجر ماضيك
وتعطيها ليد أخرى حمراء ستُرْدِيك
ستحرق جثتك وتأكلها
ثم ستبصقها في وجه الصبار
ليُخفي عن رفقاءك ما يرتكب الوقتُ بحق المَوتى،

الوقت يمر
لماذا تبتسم وتنظر للساعة يا أحمقُ؟
تنظر في وجه عدوك!
في قبرك!
في مقهى لم تشرب فيه حبيتُك الشاي!
وفي شباك تتبرأ فيه الشمس من العربات وممن تتنظر!
وفي نهر لا يحمل جسرا نحو الأرجوحة!
في بئر لا تتفقده السيارةُ؟!

،
ألقِ الساعةَ واخرج للسرقة
ثم افضح نفسك
قل للوقت:
أنا قبّلت حبيبي
وسرقت حليبا من نهد لم تشرب منه..

خرجت من المطعم في العاصفة
مباشرة قبل حريق الغاز
ولكني غافلتُك؛
أخبرتك أني أتضور جوعا
كي أسرق بعض الدفء من الأكل المحترق..

أنا عانقت أبي قبل الموت مباشرة
وسرقت ضلوعا تصلح أن أصنع منها أُمًّا اخرى..

لاعبت الموت الغميضة
كي أشغله عن روح توشك أن تتحرر
كي اسرق منكَ وصايا الجدةِ كاملةً..

أخبرتُ الجميزةَ
أن عفاريت النهر ستغزوها
أن الجرة عائمةٌ فوق رؤوس الحوريةِ
كي أسرق منكَ حكايا لا تكذب فيها أمي

يا وقتُ، أنا أُعلن أني أسرق
وخطابي هذا ممضي باسمي
فاسجني إن كنتَ بريئا
ما ذنبي في أن أسرق نجما مِن سارق ليلي؟
في أن أسرق ليلا من سارق يومي؟
في أن أسرق يوما من عمري؟
أخبرني أنك تعرف أني أدخل بيتك في الليل
وأسرق ما ينقص أبناء العشرين
ولكنك تتظاهر بالنومِ
لأنك تعرف أين ستمسك بي!

حاسبْني إن لم تسرقني!
منذ ولدت وأنت تمر عليّ
وتسألني عن حالي كي تسرقه مني!
لا أنتظر مُبررك
ولا عُذرَك.. أو تعويضَكَ
غادِرْني في أرضٍ
لا تقطع أنت تذاكر لزيارتها.. وسأرتاحُ
اتركْني بالله.. بحق العشرة
مر عليّ.. ولا تتوقف عندي
ألق سلامك وارحل
خذ وجبتك وغادر
كن ضيفا لا يكسر بابي
كن غيما لا يحمل خنجر برق
كن صافرة لا تتبعها الغارة
كن ما شئت
ولا تكن الموتَ
فإني
لم أنجزْ سرقاتي بعد.