حَداثات - إيمان عبد الهادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ. تحمل الدكتوراة في النقد. لها لغةٌ صوفيّةٌ قلَّ مثيلُها في الشعر النسوي.


836 | 0 | 0 | 1



(نصٌّ على النّصّ)

1- مِن عَلٍ:
وهوَ يقرأ طالِعَهُ في الجريدةْ:
(الصّغارُ يُصلّونَ لي)
وأنا صَنَمُ
صَنَمٌ مُبهمُ
ناقِدٌ لَدُنِّيٌّ؛ إذا الوَحيُ عاجَلَ في الأمسياتِ المَجيدةْ
وقَلبُ الفخامَةِ في الأرضِ،
كنتُ بها فحمةً، ثمّ أصلبَ من ماسةٍ صرتُ
يُرهِقُني كيفَ يحملُ رأسُ التّناصّاتِ ذاكرةً للمكيدةْ

تُطِلُّ (الكتابةُ) من شُرفةٍ، لا تُطلُّ على النّاقدِ الفَحلِ
لا تندَمُ
تتناولُ إفطارها اللغويَّ
وتَشرَبُ قهوتَها
وتُطالِعُ رغبَتَها
والقصيدةُ تحتَدِمُ

2- لقطَةٌ جانبيّة:
(النُّصُوصُ عَلى الأَرفُفِ المُتعَبةْ)
مُنذُ سَبعٍ عِجافٍ
تَهُشُّ على الغيمةِ الصّيّبةْ
أصلُها ثابِتٌ في السّماءْ
وَرْدُها الأنبياءْ
فَرعُها شَوكَةٌ طَيبةْ!
ناقِدٌ جهبَذٌ
لا يُغيِّرُ قُفلَ الخزائنِ
يَحمي كُنوزَ الحَداثةْ
يَصقُلُ جَوهَرةً مِن خَبَاثَةْ

3- مَشهَدٌ واقعيّ:
وهْوَ يُصَارِعُ سِيجارةً مُوصَدةْ:
- "أظنُّ قصيدتكِ جيّدةْ"
قالَ عنّي: (قَصيدتُها جيّدةْ)
وقد لهثَ العرقُ المتخثّر بينَ أصابعهِ وتنزّى من الجبهةِ الغائرةْ
لم أعدْ أتذكّرُ ما حلّ بي
ربّما أنَّ عودَ ثقابٍ أضاءَ الرّمادَ الذي جلَّلَ الذّاكرةْ
ربّما أنَّ قلبيَ قد عضّهُ البردُ
حينَ تنحنحَ، هَندَسَ ياقتَهُ، وتأمَّلَ هِندامَهُ
واستقامَ كقافيةٍ مُرّةٍ
ثمَّ أقوى بِكُرسيّهِ:
_ جيّدةْ!
(أتحتاجُ جيّدةٌ كُلَّ هذا)
وعادَ يُطالِعُ نصِّي وجلسَتَهُ، فاعتدلْ
والأَمَلْ
صارَ طِفلاً ضَريراً
يُطلُّ من الشُّرفةِ السَّيّدَةْ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)