أسكت صوت المذياع
وبدا يكتب
أمي
كانت أحرفه حبلى
ما إن نامت فوق سطور الورق
حتى انتفضت .. وانتفخت
فدنا من أحرفه
حتى يفرغها
خاف بأن توقظ حزن أخيه
فلا يكمل ما اجهده لكي يكتبه
أجلس طفلته كي يسمعها
أمي
بت أحن الى أكوابك
ما عدت اطالعُ وجهي في عينيك
وما زلت احن الى رائحة الخبز
أعرف أنك ما عدت هناك
وأنا ما عدت هنا
وما عاد غناؤك يأتي كي يوقظني
فلتصحو يانور العين
رأيتك تلتحفين بأحزانك
وتخافين بأن ننظر وجهك
كان بمقدوري الا أرحل
فهل كان بمقدورك أن تبقى
يا وحشة قلبي بعد رحيلك
وأنا أكتب
علّ حروفي حين تجيئك
تكشف عما كنت أخبئه
من شوق
كنت رسمتك
في آخر منديل حمل روائحك
كان يهل فيؤنس غربتنا
فأحاول أن أخفيه
فتسأل عنه صغاري
كنا نحاول أن نجعله طقسا يوما
منذ رحيلك
فأحاول أن أفرغنى فوق حروفي
فأخاف إذا امتلأت
لا أعرف كيف سأكتب ما أكتبه