حرف امتناع لامتناع - إيمان عبد الهادي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ أردنيّةٌ. تحمل الدكتوراة في النقد. لها لغةٌ صوفيّةٌ قلَّ مثيلُها في الشعر النسوي.


3560 | 0 | 0 | 0




آهِ، لَو نَسيتْ يَدَها في
يَدي
لَحظَةً...
كُنتُ وَحدِي
أَنَا والخُلودُ عَلى أُهبةِ المَوعِدِ

آهِ، لَو نَسيَتْ
غَيرَ أَنَّ التَّمنّي
أَدَارَ خُطاها بَعِيداً عَن السَّيرِ في نِيَّةِ المَقصدِ

كَانَ ضَوءٌ يَمُرُّ التِمَاعَاً على حافّةِ القلبِ:
يسقطُ مثلَ دمِ الخَفقاتِ، ويُبعثُ مثلَ التّخلّي
كَانَ نَرجِسةً: كخفاءِ المُريدِ، كشيخِ التَّجلّي
فَقيراً أَنَا كُنتُ
حِينَ سِراجٌ -على طولِ مئذنةٍ- قد تكوّرَ في قبَّةِ المسجدِ

ووَحيداً أَنَا كُنتُ
مُنتَظِراً
قانطاً
وَاقِفاً حِيَلي بالتَّوَسُّلِ في بَابِها المُوصَدِ

لَمْ أَكُنْ في الصَّلاةِ لِتَنبِضَ فِيَّ السُّؤالاتُ
أَو تَستَفيقَ غِوايةُ ذَاكَ الخَفاءِ:
نَهارِ الخِمارِ المُشاكِسِ
في الأَسوَدِ

كَادَ تَنسَى
وإذ يدُها ذَكّرتها، أصابِعُها ذكّرتها
وخانت عهودي معَ الأبدِ
- سَيدي !


قلتُ:
- معذرةً!
واستَحَالَتْ
وهشَّت على الغصنِ ريحٌ، ومالَتْ
ولم تَعُدِ الشّجرةْ
مثلما قبلَ عاصفةِ البينِ، لم تعُدِ الحنجرةْ
تطلِقُ الشّعرَ مثلَ العصافيرِ، مثلَ الغصونْ
وغصّت بصمتِ عماها العيونْ
وعادَ الزَّمانُ إلى القَهقَرَى
وأَنَا لا أَرَى








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)