وهو يُغازلُ موظفاتِ البَنْك - عبد الرحمن مقلد | القصيدة.كوم

شاعر مصريٌّ (1986-) يسعى لألا يكون مقلداّ


676 | 0 | 0 | 0



ذواتُ الرِداءِ المُوحد
والابتسامِ المُحايد
لا وقتَ يملُكن كي تتأملَ زرقةَ أعيُنِهنَ
وأن تتمشى على خَطْوهنَ قليلًا
وهن يراجعنَ خلفَ الحَواسِيبِ
ما كان من قَرضِك المستحقِّ..
ولا وقتَ يملكن للسرِقَاتِ الصغيرةِ
أو للغرامِ المُخالسِ 
لسن يُرَاوَدْن عن نَفِسهن 
ولا يَنْتبِهن لهذا المَدِينِ 
الذي جاءَ يسألُ عن قرضِه ..
وما كان في عَجلٍ يتجاوزُ مقعدَه
أو يضايقُه الانتظارُ الطويلُ
ولكنه مَنْ أطالَ النظرْ
وباعدَ في العدوِ من خلفهِنَّ
ولم يتوخَ الحذرْ
وكيفَ له أن يملَّ الجَمَالَ السريعَ 
الذي يتواثبُ في عينه
الجمالُ السريعُ الذي يخطفُ القلب
ثم يغيب
وليس يخلفُ إلا الوميضَ
وهذا الذي في الطريقِ إلى البَنْكِ 
أحصى ثمانيَ عشرة محبوبةً
يلاقي جزاءَ الصدودِ!
ولا يَتلقْى الذي يستحقُ
وتخذله صاحباتُ الرداءِ الموحدِ 
والضحكِ المستعارِ
اللواتي تشاغلن عنه بِعَدِ النقودِ!!
وما كان مُنشغلًا
أو يراقبُ عدَّ المؤشرِ 
أو يترقبُ ترتيبه بين جَمْعِ مَدِينينَ
لكنه راحَ في حسنهنَ 
وأطرقَ عن حالِه 
وتباهى بأن اللواتي يرى في الصَوامعِ 
بين الحَواسيبِ
لسن سوى راهباتِ البنوكِ 
اللواتي تنزَّلن من رَحمةٍ ووداد..
ولكنه لا يرى ما يراقبن خلفَ الزجاجِ 
وما ينشغلن به من فِخَاخٍ
وسقفِ فوائدَ ليس يناسبُ..
لسن البريئاتِ 
لسن اللواتي تَراهن 
منشغلاتٍ برتقِ الجَواربِ 
لسنَ البديناتِ في حُوشِ بَيتٍ
ولا من حواريكَ يأتينِ
أو ينتبهنَ لمثلك
هن يخالفنَ كلَّ الذي تتوقعُ 
أنت القديمُ/ وهن الجديداتُ 
أنت المَدِينُ/ وهن المُدِيناتُ
هن ربيباتُ هذا الزمنْ 
وبَضَّاتُه اليقظاتُ لأي مخاتلة
وهن الأنيقاتُ يشبهن أنفسهنَ
لهُنَّ من الجِدِّ ما لا يُناسبُ هَزْلَك
هن يراقبن أرصدةَ العُملاءِ/
وأنت تراقبُ أرجلَهنَّ
وتغرقُ في الشاطئِ الضَحْلِ..
لا تنسَ أنك فكرتَ في البحر، أمسَ، 
وأنت تريقُ قصيدةَ بيسوا على صهدِ روحِك *
كنتَ تريدُ التصرفَ غير مبالٍ 
- كبحارةٍ في محيط -
وفكرتَ في القَفْزِ من قاربِ «الميكروباص»!
وأكدتَ أن البقاءَ بلا عملٍ
والتمشي قليلًا على نور شمسٍ هو الفوزُ 
وليس البقاءَ أسيرَ الدوامِ
الدواااااام
فبالله كيف تفكرُ يا أيها الخاسرُ المتخاذل..



* الشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا وقصيدته «نشيد بحري»



الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)